فاقدُ الشيء يهاجمُ مَن يمتلكه
صحيفة المسيرة اليمنية-
أمل المطهر:
ها هي مملكة البعران السعوديّة تهرع لأُسلُـوب جديد في محاولة لتحقيق ما لم تستطع تحقيقه في الواقع بتلفيقه في الأحلام والروايات والمسلسلات وهذا ليس بغريب أَو مستغرب من دولة ضعيفة هشة في كُـلّ ما تحويه وتحتويه.
دولة يحكمها نظام خاضع ذليل لا يمتلك أية مقومات الحكم أَو التحَرّك السليم.
وها نحن اليوم نرى تلك المحاولات في المسلسل السعوديّ باستهداف المرأة اليمنية في محاولة جديدة تنمُ عن غباء وحمق شديدين وتظهر فشلاً وعقدة نقص واضحة فمن المتعارف عليه في علم النفس أن من يفقد الشيء يهاجم من يمتلكه وتسمى بحالة عقدة النقص.
والمصاب بعقدة النقص يتصف بالسلوك التعويضي، إذ يتكلم بلهجة التعالي ودائم المحاولة لجذب انتباه الآخرين ويعرض أموره بمظهر ليس به، ويقارن نفسه بغيره ممن هم أفضل منه ويحاول أن يثبت أنه الأفضل، ويتظاهر بالثقة بالنفس وهو لا يجدها في حقيقة نفسه، وينتقد ويهاجم الأشخاص الناجحين أَو المتميزين عن غيرهم، فيلجأ إلى التقليل من قيمتهم، فعندما يعرض ذلك المشهد للمرأة اليمنية بتلك الإساءة تأكّـدت لنا صحة هذه النظرية فالمرأة اليمنية امتلكت ما لم يمتلكه كُـلّ الرجال في مملكة الرمال فمنذ بداية العدوان السعوأمريكي على اليمن ونساء اليمن يقفن كجبالها الشامخة بكل عزة وإباء وقوة فلم تكسرهن عاصفة رمالهم ولم تصبهن بالوهن أَو الضعف في نفسياتهن وقوة إيمانهن رغم شدتها وقوتها وطول أمدها فكن الداعم والمدد لرجالهن في كُـلّ جبهة وكن خير مؤتمن على أبنائهن وبيوتهن، واجهن ظروف الحصار الجائر الخانق بكل صبر ومثابرة، قدمن قوافل من فلذات أكبادهن ومازلن حتى اللحظة يفعلن كي لا يقفن في أي موقف ذل أَو هوان.
نساء اليمن هن من يخرجن من تحت الأنقاض لينفضن تراب الركام ويتلحفن بالسواد ويسرن بثبات رغم هول ذلك الموقف وكأنهن لبؤات غاضبات يرمقن السماء ساعيات للإعداد للرد الموجع دون التوقف للنواح أَو طلب الاستجداء من أي كائن كان.
فكيف لا تريدون من هؤلاء أن يستهدفوهن بكل ذلك الكم من الغيض والحقد وبتلك الطريقة المنحطة التي تعكس مدى حقارة من نواجهه، وبالأخص ونحن نرى ما يجري من انفتاح وسقوط أخلاقي مدوٍ في السعوديّة.
العدوّ قد ضرب وما زال يضرب وبشدة في كُـلّ الجبهات في العسكرية والاقتصادية والإعلامية والسياسية وفي كُـلّ تلك الجبهات فتش عن المرأة اليمنية المؤمنة الصابرة الواعية ستجدها حاضرة وبقوة تدعم وتساند وتعمل وتسارع وتواجه.
المرأة اليمنية انتصرت ونصرت قضيتها ودينها وما يحدث اليوم أكبر دليل أنها أعجزت العدوّ وأوجعته كما أوجعه رجالها وسحقوه وما كُـلّ ذلك إلا محاولة لتغطية ومداواة لعقدة نقصهم أمام بطولة وإيمان نساء اليمن الماجدات وبأس وعزم رجال اليمن الأشداء.