غزة ترسم الوطن
كتب: هيثم أبو الغزلان
غزة تحت القصف؛ شهداء، ضحايا، لكنها ما زالت تُسمع العالم “المتحضر جداً”، و”الشفاف جداً”، صوت ما تيسّر من صواريخها دفاعاً عن الذات وحفاظاً على الكرامة.
دمار، أطفال يُقتلون، ونساء يبكين، ورجال يرسمون الغد الأفضل لشعب وأمّة.. يرسمون من جديد خارطة الوطن موحدة من رأس الناقورة، إلى “أم الرشراش”، يدوسون بسنابك خيلهم من رفعوا السيف وأخطأوا الاتجاه!
في غزة يُعاد المشهد للمرة الألف وأكثر. فالدم يلون الأفق. ويرسم ملحمة من البطولة والفداء.. يميز كل من هو مع فلسطين، كل فلسطين، عمّن هو خارج سياق الزمن، وصناعة الأحداث.. فهنا، يتسربل الأطفال بدمهم، ولا من مجيب، ولا من ناصر إلا المقاومة بعد الله.
غزة لن “يبتلعها البحر”، ولن تُخضعها طائرات، ولن تكون لقمة سائغة لمحتل أشر. تبكي وقتما تريد، وتضحك على طريقتها، وتكظم غيظها من عرب “أشاوس”، لكنها تقاوم على طريقتها الخاصة فتذيق العدو الرعب وكأس المنون!