عن قطر وتركيا و الشمال السوري والمشروع الأميركي المستقبلي؟
وكالة أنباء آسيا:
في تكامل قطري مع الاهداف الاميركية في سورية عامة وفي الشمال الغربي لسورية خاصة، عادت الجهات القطرية الأمنية والسياسية والاقتصادية لتنشط بالتعاون والتكامل مع الاتراك لرعاية الاهداف المشتركة في سورية لكل من أنقرة وواشنطن.
فرغم الخلافات الكبيرة والاسلوب التركي الذي يبتز الاميركيين عند كل مفرق طرق سياسي إلا ان المساحة المشتركة للمصالح الاميركية التركية في سورية تتجاوز الخلافات التكتيكية وتتوافق في أهداف استراتيجية عنوانها العريض عدم ممانعة واشنطن قيام مناطق نفوذ تركية في سورية تحكمها جهات محلية حتى لو كانت مثل تنظيم جبهة النصرة – فرع القاعدة الارهابي السوري المنقلب اعلاميا على انتمائه ذاك لاهداف مصلحية غير جذرية.
فالفدرلة مشروع مطروح على طاولة الاميركيين، والتقسيم الواقعي ولو لم يصل حد التحول الى واقع دستوري جزء من الاهداف المتحركة التي لا تتعارض وهدف تحويل سورية الى ساحة نفوذ اميركية او ساحة فوضوية لا يتمكن اعداء أميركا لفترة طويلة من الزمن من التحكم بها او الاستقرار فيها بما يشكل خطرا على الاهداف الاميركية وعلى أمن اسرائيل.
الحكومة التركية تريد التوسع في عمليات ضم أراض في سورية والاميركي لا يمانع ذلك شرط عدم التعرض للمنطقة الخاصة بالحكم المحلي الكردي العشائري في شرق وشرق شمال سورية. فمنطقة سنية تحكمها جبهة النصرة تحت الرعاية التركية ليست أمرا ترفضه أميركا شرط ان لا تتوسع تلك المنطقة الى مناطق العشائر التي ترفد الاكراد السوريين بالمقاتلين والنفوذ. فمشروع تقسيم سورية الى فيدراليات حكم محلي في أكثر من محافظة هو مشروع اميركي بديل عن اسقاط النظام الاسدي في سورية ومسألة تتناسب والاهداف الاميركية التي تريد منع الروس من التحكم الكلي بجميع الاراضي السورية وكذا تريد منع ايران وحلفائها من تأسيس وضع يمكنهم من تهديد اسرائيل من خلال الاراضي السورية.
ما هو دور قطر وهل عاد القطريون لينشطوا في تمويل الفصائل المسلحة السورية في تعارض مع النفوذ التركي؟؟
من الغباء الحديث عن أدوار لدويلات هامشية مثل القطريين بعيدا عن الادوار المرسومة لهم والمطلوبة منهم ضمن الخطط الاميركية حصرا. فما قامت به قطر في أفغانستان لرعاية المصالح الاميركية بالانابة نتيجة افضلية قطر في التعامل المباشر مع حركة طالبان نيابة عن واشنطن هو نموذج أعجبت الاميركيين نتائجه بالتالي، لا تمانع واشنطن أن تعيد الدوحة لعب ادوار عنوانها الاساس تحقيق المصالح الاميركية في شمال سورية وفي ادلب وريفي حلب وحماة تحديدا. ومن هذا المنطلق إنخطرت قطر مؤخرا كمعاون لتركيا في تنفيذ مشاريع تخص مخطط إحلال اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا في منطقة نفوذ تركيا في كل من ادلب وريف حلب. والقطر حين يتدخل في التمويل إنما يملك مشروعا أميركيا له هامش واسع في طرق تنفيذه وفي التعاون مع التنظيمات المعارضة لتنفيذه لكنه لا ينافس تركيا بل يسعى للتكامل معها بما يحقق الاهداف الاميركية والتركية معا.
هل هذا ممكن؟؟
سبق وان فعلتها قطر في كابول، وسبق وتشاركت وتركيا في سورية بما خدم المصالح الاميركية فلماذا لا تفعلها الان؟؟
هل هناك خلافلات تركية قطرية حول تحجيم دور «الإخوان المسلمين» في المعارضة السورية؟؟
التطابق بين المخططات الخاصة بالدول مستحيل، لكن منطلق السياسة القطرية ليس سوى انعكاس لمطالب واشنطن من تركيا من جهة، ولمطالب واشنطن من المعارضة السورية. وتهميش الاخوان المسلمين ليس سياسة تركية مفضلة لكنه محاولة تركية لارضاء شركاء اقتصاديين سبق وكانوا من الد الخصوم لأنقرة مثل النظام العسكري في مصر، والنظام الحساس جدا لخطر الاخوان المسلمين على بقاءه، أي النظام القبلي في الامارات. وهذان العاملان جعلا فوائد الابتعاد التركي عن التنظيم الدولي للاخوان المسلمين اعلى مقاما من إستخدام ذاك التنظيم السني ذو الشعبية العربية.
لكن استيعاب قطر للاخوان خصوصا في سورية، لا يتعارض مع السياسة التركية بل يساعد انقرة على الاستفادة من الاخوان دون خسارة المصداقية مع كل من القاهرة وأبو ظبي.
وعلى هذا الاساس تدفقت الاموال القطرية على تنظيمات مسلحة في سورية محسوبة على الاخوان المسلمين، كما تدفقت على تنظيمات أخرى قد ترى انقرة حاليا انها لا تستفيد شيئا من تمويلها. لذا لا بأس بالتمويل القطري.
) هو وعلى رغم ما تكتسبه الخطوات القطرية الأخيرة من طابع المزاحمة العلَنية لأنقرة، إلّا أن الأخيرة لا تبدو إلى الآن ممتعضةً من ذلك، إن لم تكن ترى فيه وسيلة للتخفُّف من أعبائها المالية في الشمال
وخلال الاسابيع الماضية شاركت وفود من منظمات أمنية واخرى اغاثية قطرية في اجتماعات لدراسة الاموال المطلوبة لكل من حركة «أحرار الشام – القطاع الشرقي» المدعومة من «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، و«الفيلق الثالث» التابع لـ«الجيش الوطني»، المكوَّن من فصائل عدّة قامت أنقرة بقطع رواتبهم قبل أشهرفي ريف حلب الشمالي.