عنوان المواجهة الحالية مع إسرائيل: توازن الردع لتحرير الغجر
موقع الخنادق:
تحرير الجزء اللبناني من قرية الغجر، من الاحتلال الإسرائيلي الجديد، هو عنوان المرحلة المقبلة من المواجهة بين المقاومة الإسلامية في لبنان والكيان المؤقت.
هذا ما أكّده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه بالأمس الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ 17 لاندلاع حرب تموز عام 2006، والتي كان من أبرز نتائج انتصار المقاومة فيها، إنشاء ميزان ردع بين حزب الله وكيان الاحتلال الإسرائيلي، أسس للعديد من الانتصارات، كان أخرها ما حصل من تحرير لثروات لبنان المائية.
ولم يخطئ المحللون الإسرائيليون حينما قالوا في تعليقهم على خطاب السيد نصر الله، بأن ما استطاع تحقيقه في البحر سابقاً، يطمح الى تحقيقه في البرّ أيضاً.
لذلك يمكننا الاستنتاج بأنه كما كان مسار النزاع حول حقلي كاريش وقانا، بالاعتماد على توازن الردع، هو مفتاح نصر المقاومة البحري، سيكون مسار تحرير بلدة الغجر، بالاعتماد على توازن الردع أيضاً، مفتاح نصر المقاومة البري (تحرير البلدة وربما حلّ قضية النقاط البرية الباقية المتنازع عليها).
أبرز النقاط في خطاب السيد نصر الله المتعلقة بالغجر
_استعرض السيد نصر الله مرحلة ما بعد حرب تموز عام 2006، مبيّناً بأن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب ذاك العام، وتعزيز عديد قوات اليونيفيل، والقرار الدولي 1701، لم يستطيعوا منع كيان الاحتلال من عدم خرق أو الاعتداء على لبنان، لا في البر ولا في البحر ولا في الجو.
المقاومة كانت في هذا الإطار تقدّم الدور المساند، لكنها بادرت الى تفّعيل الدفاع الجوي ضد المسيّرات (التي قلّت بنسبة كبيرة)، بعد حادثة ارسال المسيرات إلى الضاحية الجنوبية. وهنا لفت السيد نصر الله بأن المقاومة لا تواجه المسيرات الإسرائيلية فوق بيروت، بسبب حساسية الطيران والمطار المدني. مؤكداً بأن الاسرائيلي يعترف “انه صار مقيد بسماء لبنان لكنه ما زال يخرق الأجواء اللبنانية، وأحيانا من الأجواء اللبنانية يقصف سوريا ويعتدي على سوريا”.
_ التشديد على أن موضوع القسم الشمالي من بلدة الغجر، تعترف الأمم المتحدة بأنه أرض لبنانية، والتي قام الاحتلال بإعادة احتلالها خلال السنوات الماضية رويداً رويداً، في ظل سكوت الأمم المتحدة والعالم كله.
_ الخيم في منطقة مزارع شبعا المحتلة تم نصبها ما بعد احتلال الغجر، وأن قيمتها في أنها أضاءت من جديد على كل الوضع على الحدود، بسبب توازن الردع وخشية العديد من الأطراف الدولية (خاصة أمريكا) من تطور الأحداث الى مواجهة عسكرية وحرب، بين المقاومة وإسرائيل.
فلولا توازن الردع كان الجيش الإسرائيلي بسهولة وبكل بساطة، استهدف الخيمة بل لما وُضعت خيمة.
_ تصحيح الالتباسات التي يقع فيها البعض، بأن الترسيم البري منجز منذ عشرينيات القرن الماضي، لكن المشكلة الحالية هي في وجود عدد من النقاط (12 أو 13 نقطة) تبدأ من B1 بالناقورة وتسير لتصل إلى منطقة الغجر، ما زال الإسرائيلي متواجدًا فيها ولم ينسحب منها ويجب أن يخرج منها. أما عنوان المشكلة الثاني فهو إعادة احتلال القسم الشمالي من بلدة الغجر.
وأضاف السيد نصر الله بأن “ما يجري الآن ليس ترسيمًا للحدود البرية حتى الآن ندخل بنقاش الصلاحيات ويحق لهم ولا يحق لهم، لا بالعكس، سمعتم رئيس المجلس ورئيس الحكومة ووزير الخارجية كل ما يقولوه أن هناك نقاط هذه للبنان ونحن نطالب المجتمع الدولي أن يضغط على العدو لينسحب منها ويعيدها إلى لبنان والسلام، أصلًا لا يوجد شيء اسمه تفاوض على حدود، فليكن الجميع مطمئنًا بهذه النقطة”.
_ وجوب عودة الجزء اللبناني من الغجر الى السيادة اللبنانية، بلا قيد أو شرط، وهو ما سيحصل بالتكامل بين الدولة والمقاومة، كما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية.
_ التأكيد بأن العمل على تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا لن يُترك، لكن ما يساعد في قضية الغجر الحالية، هو اعتراف الجميع بلبنانية القسم الشمالي منها.