عملية خاطفة للجيش السوري قرب الحدود مع لبنان
استعادة تلال النعيمات والعبودية قرب جوسية بعرض 7كلم وعمق 27 كلم وقطع التواصل بين عرسال والقلمون
موقع العهد الإخباري –
حسين مرتضى:
بعد أشهر من عملية الدفاع الاستراتيجية التي نفذها الجيش السوري وتنظيفه مناطق الريف الجنوبي لمدينة حمص، وتحديداً القصير وريفها، وضبطه للمعابر الحدودية الشرعية منها وغير الشرعية، مازال الجيش السوري يمتلك زمام المبادرة الميدانية، ويملك من القوى النارية والتكتيكات العسكرية، ما يجعله قادراً على تنفيذ عمليات أكبر وأوسع، مستخدماً مواطن القوة والإمكانيات التي بدأت تتكشف اسرارها بعد معركة القصير، ويطلق العنان لما خفي منها.
أهم تلك الاسرار التي مازالت تبحث من قبل الدول الداعمة للمجموعات المسلحة، التكتيكات النارية، والقدرة على المناورة القتالية بالوسائط والنيران، وأسلوب التنفيذ والتخطيط والتوقيت لكمائن، اتقن تكييفها مع طبيعة جغرافية وديمغرافية في مناطق معقدة، كما حدث في كمين مطار الضبعة، عندما تظاهر الجيش السوري بالانسحاب، وادخل المجموعات المسلحة في دائرة الكمين وقتل العشرات منهم.
الاسقاط الحقيقي للمشروع الذي كان يمتد من بلدة عرسال اللبنانية، نحو مشاريع القاع وجوسية ووادي خالد، وصولاً إلى تلكلخ وقلعة الحصن، على امتداد الحدود اللبنانية، ساهم بشكل فعال في تجفيف منابع وخطوط الإمداد القادمة عبر القصير إلى منطقة القلمون والصحراء السورية، وحتى بعض أحياء ريف حمص التي بدأت تنهار كالرستن والحولة والحصن وتفاوض بعض قراها مع الدولة السورية من أجل تسليم المسلحين اسلحتهم وانفسهم للجيش السوري.
لذلك، لم تستطع المجموعات المسلحة تجاوز تلك المعركة الحقيقية، ولا خسارتها ذلك المحور الاستراتيجي، فعاد المسلحون للمحاولة واكثر من مرة، لوصل غرب القصير بلبنان عبر بلدة هيت، ولم ينجحوا، وبعد معركة القلمون مباشرة، حاولت المجموعات المسلحة، الدخول إلى ريف القصير عبر معبر جوسية، إلا أن الكمائن وتكتيكها المتبع من قبل الجيش السوري، افشل جميع المحاولات ما جعل المسلحين يضربون بسيارتهم المفخخة في بيروت والهرمل.
رغم معرفة المجموعات المسلحة أن تلك المنطقة تشهد قدرة للجيش السوري على ضبطها، وإغلاقها، إلا انها بقيت تحاول الوصول إلى معبر جوسية، المنطقة التي اعتقد المسلحون أنها الأسهل لعبورهم كونها منطقة سهيلة تتصل بمشاريع القاع ومنطقة عرسال اللبنانية الخزان الرئيس للمجموعات المسلحة، إلا انها كانت وبعد عدة كمائن وقعت فيها بدأت تستخدم تلال النعيمات، ممراً التفافياً للوصول الى معبر جوسيه. مستثمرة التضاريس الجبلية، ومستفيدة من قربها من عرسال اللبنانية، وبعدها عن منطقة تل الحنش والحاجز 14، والتي تشرف على مناطق واسعة في ريف القصير.
إلا أن الجيش السوري المصمم على ضبط الحدود، وعدم السماح بأي خرق، بعد المكاسب العسكرية التي حققها من معركة القصير وضبط الحدود، بدأ وبشكل مفاجئ عملية خاطفة استطاع خلالها تركيز نقاط جديدة وتنظيف مناطق واسعة من تلال النعيمات والعبودية جنوب شرق جوسية بعرض 7 كلم وعمق 27 كلم، تلك المناطق والتي يتجمع المسلحون القادمين من عرسال اللبنانية، فيها والتوجه نحو عدة مناطق منها معبر جوسية ومعبر العبودية واحياناً نحو وادي خالد وتل كلخ، كما تستخدمها المجموعات المسلحة كمنصات اطلاق صواريخ، على مناطق عديدة في البقاع اللبناني ومنها مدينة الهرمل، فيما انشأ فيها عدة غرف عمليات وبث منها عدد من التسجيلات الصوتية لقادة في المجموعات المسلحة.
هذه المنطقة شهدت وبحسب مصدر عسكري اكثر من ستين كميناً ناجحاً، استطاع الجيش السوري من خلاله التصدي لمجموعات مسلحة حاولت التسلل نحو عمق الاراضي السورية، فيما اضاف المصدر أن الجيش السوري استطاع استهداف عدد من ارتال السيارات في منطقة النعيمات السورية، والتي تعتبر من أكثر التضاريس وعورة، ويؤكد أن المجموعات المسلحة تحاول الانتحار جماعياً حين تحاول التسلل من ذلك المحور، كون الجيش السوري مصمم على تجفيف منابع الامداد اللوجستي للمسلحين، عبر هذا المحور، و المحاور الاخرى المنتشرة عبر جبال القلمون.