عملية تحرير #الموصل: #الغرب و #تركيا خارج اللعبة و #العراق يحصد نتائج وحدته!
شكلت تطورات عملية تحرير الموصل الكثير من المفاجآت السياسية والعسكرية. فيما لعب العراقيون دوراً جديداً في تأمينهم لمسارات التعاون المستقبلي التي ستعود بمردودها لصالح العراق. في حين برزت خيبة الأمل الغربية والتركية لبقائهم خارج لعبة تحرير الموصل. وهو الأمر الذي بيَّنته وقائع وتطورات الميدان المتسارعة. ليعود من جديد الحديث عن أهمية الوحدة الوطنية في ضرب المشاريع الغربية والخارجية، الهادفة لإخضاع العراق. فماذا في التطورات الميدانية الأهم في عملية تحرير الموصول بحسب المراحل؟ وما هي أهم دلالات العملية؟ ولماذا برزت خيبة الأمل التركية والغربية؟
أهم مراحل عملية تحرير الموصل
يمكن تقسيم مراحل تحرير الموصل كما يلي:
المرحلة الأولى: انطلقت الحملة العسكرية العراقية لتحرير مدينة الموصل فجر الإثنين الماضي، وهي العملية الأكبر منذ احتلال تنظيم داعش لشمال وغرب البلاد وقيامه بالسيطرة على ما يقارب ثلث مساحة العراق عام 2014. ومساء يوم الجمعة أعلن الجيش العراقي استعادة بلدة واحدة و51 قرية من تنظيم داعش الإرهابي منذ بدء معركة تحرير المدينة.
المرحلة الثانية: بدأت يوم السبت مع وصول القوات العراقية وسط قضاء الحمدانية شرق الموصل، والذي يعتبر ثاني أكبر قضاء في محافظة نينوى. فيما اقتحمت القوات العراقية الجزء الجنوبي الغربي من القضاء عبر الإسناد المدفعي حتى تمكنت القوات من رفع العلم العراقي على مستشفى الحمدانية. كما وتقوم فرق الهندسة في الجيش العراقي بتطهير الميدان عبر عمليات تفكيك المتفجرات والعبوات داخل قضاء الحمدانية. فيما تزال العمليات مستمرة.
المرحلة الثالثة: هي العملية الهادفة لتأمين الحدود بين العراق وسوريا. وقد بدأت يوم الجمعة حيث قامت القوات العراقية بعملية التأمين العسكري لطرق الإمداد والإسناد جنوب غرب الموصل استعداداً لانطلاق ما يُسمى بالعمليات البرية الخاصة في المنطقة الغربية. فيما شكَّل الحشد الشعبي الحلقة الأهم في هذه العملية خصوصاً للدور الموكل له المتمثل بإدارة العمليات الميدانية عبر توزيعه المهام، وتأمين الإسناد الصاروخي للقوات الهجومية. كل ذلك بهدف منعهم من التوجه نحو سوريا مما يعني أنه يوجد نية لحصارهم وإنهاء وجودهم تماماً. وهو ما يُشير الخبراء الى إمكانية نجاحه فيما تبقى نسبة ذلك رهن التطورات الميدانية. فيما يحظى تأمين الشريط الحدودي بين سوريا والعراق بأهمية كبيرة كأحد أهداف العملية.
أهم ما أبرزته عملية التحرير
أولاً: أبرزت عملية تحرير الموصل، الدور الفعال الذي يلعبه أهالي الموصل في تحريك ما يُسمى بالمقاومة الشعبية المحلية والتي تعتمد على أبناء البلدات والقرى العازمين على تحرير منطقتهم من عناصر تنظيم داعش الإرهابي بعد الجرائم التي ارتكبها بحقهم لسنوات. وهو ما نقل هذه الحالة لتصبح حالة جماعية لدى القرى الأخرى وساهمت في رفع منسوب الوحدة الوطنية ودعم العملية وزيادة الإستغناء عن الدعم الخارجي.
ثانياً: أبرزت العملية قدرة العراقيين على إدارة شؤونهم الداخلية على الصعد كافة. حيث يمكن أن تكون هذه التجربة الضخمة في تفاصيلها مقدمة للعمل الجماعي العراقي في المستقبل على صعيد التأسيس لبناء وطنهم لا سيما في مرحلة ما بعد داعش. وهو ما يمكن الوقوف عنده لأهميته المستقبلية.
ثالثاً: أبرزت العملية نفاق الغرب وتركيا في التعاطي مع الملف العراقي، وضعفهم في تحقيق أهدافهم التي كان من ضمنها إخضاع العراق. وهو الأمر الذي نجح العراق في التصدي له. فيما يمكن أن تُبرِّر هذه الأهدف الأسباب الحقيقية وراء بقاء هذه الأطراف خارج اللعبة حتى الآن.
تركيا والغرب وخيبة الأمل
كثيرةٌ هي التحليلات حول وقائع الميدان العراقي. لكن البارز كان حجم خيبة الأمل الغربية والتركية من نتائج العملية. وهو ما سنُبرز أسبابه بالتالي:
– إن من أهم أسباب خيبة الأمل التركية والغربية هو تأكيد المسؤولين العراقيين على محورية القوات العراقية في عملية التحرير لا سيما الجيش العراقي. وهو ما أبرز قوة الجيش وإمكانية تصديه لكافة التهديدات دون الحاجة للخارج.
– خروج المسؤولين العراقيين للتأكيد على الدور الذي لعبته كافة الأطراف من أجل إنجاز التحرير لا سيما الجيش والشرطة والحشد الشعبي وقوات البيشمركة. وهو ما أبرز حالة الوحدة العراقية والتي كانت دائماً محط استهداف الغرب. حيث أن الموقف الموحد للعراقيين يرفع من قدرة العراق في الإستغناء عن الخارج خصوصاً بعد التفافه حول قواته المحلية.
– إن عدم إشارة المسؤولين العراقيين لأي دور مهم للتحالف الأمريكي، شكَّل ضربة للإعلام العربي والغربي، والذي كانت أمريكا تستخدمه للترويج لأدوارها في العراق من أجل إبراز نفسها في حربها ضد الإرهاب.
– إن بقاء تركيا والغرب خارج الدور الفعلي لعملية التحرير أشعر هذه الأطراف بخيبة أمل خصوصاً لعدم مشاركتهم في هذا الإنجاز. فيما يحتفل العراقيون اليوم بنصرٍ عسكري وسياسيٍ جديد يُضاف اليه انتصار الوحدة الوطنية.
لا شك أن نتائج الميدان ستعكس الكثير من الدلالات، خصوصاً بعد أن بات النصر حليف العراقيين. فيما يقف المراقبون بحذر أمام سلوك أمريكا وتركيا والغرب، خصوصاً كونهم أطرافا لا يمكن الوثوق بها، بعد أن أظهرت نتائج أفعالهم سعيهم لإخضاع العراق. كما يبدو واضحاً أن مهمة الإخضاع تزاداد صعوبةً يوماً بعد يوم، بعد أن أثبت العراقيون ومن خلال وحدتهم قدرتهم على التصدي لكافة المخاطر التي تهدد بلدهم دون الحاجة للخارج. لنقول أن من أهم ما أبرزته عملية تحرير الموصل هو بقاء الغرب وتركيا خارج اللعبة فيما يحصد العراق نتائج وحدته بالإنتصارات المتتالية!
[ad_2]