عملية القدس البطوليّة.. مسار نوعي جديد يؤكد هشاشة الكيان
موقع العهد الإخباري-
مصطفى عواضة:
يرسم الشباب الفلسطيني المقاوم اليوم تغيّرًا جديدًا وتطوّرًا نوعيًّا في قواعد الإشتباك مع العدو، حيث أثبتت العمليات البطولية يومًا بعد يوم جديّة هذا المسار، والنقلة النوعية في تطور أساليب المقاومة.
وبالفعل، فقد أسست العملية المزدوجة المنظمة التي حصلت، اليوم الأربعاء، في موقفين للحافلات بمدينة القدس المحتلة، لمرحلة جديدة من العمل الفلسطيني المقاوم عنوانها عودة العمليات التفجيرية بعد غياب لسنوات طويلة، في وقت يزيد هذا الفعل المقاوم البطولي، من جذوة الثورة الموقدة في فلسطين المحتلة، ويؤرق الصهاينة وأجهزتهم العسكرية والأمنية بدلالاته الخطيرة والكبيرة.
عن دلالات هذه العملية، أكد الخبير في الشؤون الصهيونية عامر خليل أنّ “هذه العملية تشكّل خرقًا خطيرًا للمنظومة الأمنية الصهيونية، وهي دليل على عجز هذه المنظومة عن فهم ما يمكن أن يقوم به عقل المقاوم الفلسطيني، وما يمكن أن يستخدمه من أدوات وأساليب للقيام بأيّ عملية بطولية”.
وفي تصريح لموقع “العهد” الإخباري، قال خليل:” أثبت الفلسطينيون من خلال هذه العملية قدرتهم على ضرب العمق الصهيوني وزعزعة حالة الهدوء والاستقرار التي يسعى العدو إلى تحقيقها، وهي رسالة واضحة إلى أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية مفادها أنّ كل الإجراءات التي يقومون بها لن تجدي في إيقاف زخم هذه العمليات”.
وتُعدّ هذه العمليّة، بحسب خليل، “من الأدوات الجديدة القديمة في العمل الفلسطيني المقاوم، وتعود بنا بالذاكرة إلى أساليب العمليات التي كان الفلسطينيون يضربون بها العمق الصهيوني قبل حوالي عشرين عامًا. وعودة هذا النوع من العمليات إلى ساحة المواجهة شكّل صدمة للكيان الإسرائيلي نظرًا لكيفية التخطيط، وإدخال المتفجرات،ذ والتنفيذ عن بعد”.
وأضاف الخبير في الشؤون الصهيونية: “استطاعت هذه العملية أن تدخل كيان العدو في وضع أمني جديد لم يشهده منذ سنوات، فهي بمثابة كيّ لوعي المستوطنين وتأكيد على استمرارية جدوى المقاومة لدى الفلسطينيين، والتي لم تؤثر في مسار عملها الإجراءات الأمنية للعدو، كما أنّها رسالة لكيان الاحتلال في ظل التغيّرات السياسيّة التي يشهدها، أيًّا كان الحزب السياسي الحاكم.”
خليل أشار إلى أنّ “هذه العملية تؤكدة قدرة المقاومة على استخدام وسائل جديدة في المواجهة مع العدو وصناعة عنصر المفاجأة في العديد من الأماكن والأهداف، ما يدلّ على أنّ الشعب الفلسطيني في حالة مقاومة دائمة ستسحق أيَّة تسوية سياسية قادمة، بل وستؤدي أيضًا إلى إزالة هذا الكيان الغاصب من الوجود”.
من جهته، القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” أحمد المدلل بيّن في تصريحه لـ”العهد” أنّ: “عملية القدس دليل على أنّ المقاومة لا تزال حيّة، وستحاسب العدو على جرائمه، والأيام القادمة ستشهد على دفعه أثمان اعتداءاته”.
ولفت إلى أنّ “هذه العمليات ردود فعل طبيعية على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الذي لن يستطيع إيقاف مقاومة الشعب الفلسطيني؛ الشعب الذي يؤكد على ثقافة المقاومة، واستطاع بذلك إفشال تحقيق التسوية السياسية”.
ولفت المدلل إلى أنّ “تهديدات العدو لن تمنع الشعب الفلسطيني من الاستمرار في المقاومة بل ستزيده إصرارًا على المواجهة، وعلى العدو الصهيوني أن يتحمل كامل المسؤولية في حال قام بأيّ تصعيد”.
عضو المكتب السياسي في حركة “حماس” محمود الزهار اعتبر في تصريحه لموقعنا أنّ ” هذه العمليات البطولية تثبت حقيقة واضحة، أنّه لا مستقبل للصهاينة على أرض فلسطين، وتبيّن وعي المقاومة وحرصها على عدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني”.
الزهار شدّد على أنّ “من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل”، “ومن حقهم التسلّح للدفاع عن أرضهم ومقدساتهم المغتصبة، و”إسرائيل” اليوم لم تعد آمنة الجانب على امتداد الأراضي المحتلة”.
واستطرد بالقول “إنّ الوجود الصهيوني تحكمه المصلحة وزواله حتمي، فهذا العدو ليس صاحب الأرض، ولا يملك هوية ولا مبادئ تجبره على التمسك بها، بينما أبناء هذه الأرض موجودون منذ آلاف السنين”.
واعتبر الزهار في ختام حديثه أنّ “هذا النوع من العمليات والأساليب هو الذي وضع غزة على مسار التحرير قبل 17 عامًا، وهذا المصير سيكون محتومًا على جميع الأراضي المحتلة بسواعد المقاومين وبركة الدماء الزكيّة”.