على واشنطن أن تبحث عن إمكانية التعاون مع موسكو
تناولت صحف غربية وباحثون زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى واشنطن، حيث رأوا أن على ادارة ترامب عقد مثل هذه اللقاءات، نظراً الى أهمية الدور الروسي على الساحة العالمية، لكنهم شددوا في الوقت نفسه على أن موسكو ليست بصدد الرضوخ للمطالب الأميركية من أجل المضي بهذا التعاون.
من جهة أخرى، تطرّق صحفيون صهاينة الى موضوع امكانية تحرك عسكري من الاردن باتجاه المناطق الجنوبية السورية تحت ذريعة محاربة “داعش”، بينما دعا باحثون أميركيون مختصون بالتطرف والارهاب ادارة ترامب الى الضغط على السعودية كي توقف نشر الفكر الوهابي المتطرف.
العلاقات الأميركية الروسية
موقع “Al-Monitor” نشر تقريراً تناول زيارة وزير الخارجية الروسي الى واشنطن، لافتاً الى أنّ” الزيارة هذه تأتي بعد أن التقى نائب وزير الخارجية الروسي “Sergey Ryabkov” بمستشار وزارة الخارجية الاميركية “Tom Shannon” في نيويورك في الثامن من أيار/ مايو الجاري، وكذلك بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاميركي دونالد ترامب”.
الصحف الأجنبية
ونقل التقرير عن محللين بأنّ” الجانب الروسي يحاول ايجاد الزخم لجهة التوجه نحو “تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة”، وأن موسكو لم تفقد الأمل بإمكانية احراز التقدم بالعلاقات الاميركية-الروسية”.
الباحث الروسي الاميركي “Nikolas Gvosdev” كتب مقالة نشرت على موقع “National Interest” تناول فيها ايضاً زيارة وزير الخارجية الروسي الى واشنطن، وشدد على أن روسيا تبقى من اللاعبين الكبار في العالم، مؤكداً أن استقبال وزير الخارجية الروسي أمر ضروري نظراً الى الازمات التي تشهدها مناطق مختلفة مثل الشرق الاوسط وشبه الجزيرة الكورية.
وأشار الكاتب الى أنّ” الرئيس الروسي عقد لقاءات هامة خلال الاسابيع الماضية مع عدد من زعماء الدول مثل المستشارة الالمانية انجيلا مركيل ورئيس الوزراء الياباني “Shinzo Abe” والرئيس التركي رجب طيب اردوغان”.
وعلى ضوء ذلك، قال الكاتب إنّ” لافروف حمل الى واشنطن الرسالة نفسها التي وجهت الى وزير الخارجية الاميركي “RexTillerson” عندما زار الاخير موسكو، وقال “إن الكرملين مستعد للانخراط مع الولايات المتحدة لبحث كافة الازمات التي تملك فيها موسكو “اسهما”، لكن روسيا ليست مستعدة ابداً للرضوخ للرغبات الاميركية”، وبالتالي شدد على ان اي امل للتعاون مع روسيا يعتمد على استعداد أميركي للقبول بالتسويات”.
الا أنّ الكاتب حذّر من البيئة الموجودة في واشنطن والمعادية لروسيا، حيث اعتبر أنّ” البيئة هذه لا تترك الكثير من المجال للرئيس الاميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته”، كما قال “إن موضوع تعاون اميركا مع الطرح الروسي بإقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا يواجه عقبات كبيرة”.
الكاتب أكد أنّ” المسؤولين الاميركيين وبعد زيارة لافروف يجب أن يدرسوا جيداً ما إذا كان التدهور في العلاقات الاميركية الروسية يخدم مصالح واشنطن”، وشدّد على ضرورة استمرار التفاوض مع روسيا لمعرفة ما اذا كان إيجاد ارضية مشتركة أمرًا ممكنًا.
سيناريو للعمل العسكري انطلاقاً من الحدود الأردنية الى المناطق الجنوبية السورية
الصحفي الصهيوني “Ben Caspit” كتب مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” تناول فيها زيارة رئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي الجنرال “Joseph Dunford” الى الاراضي المحتلة ولقاءه عدداً من المسؤولين الصهاينة، وذلك قبل أسبوعين من الزيارة المقررة للرئيس الاميركي الى الاراضي المحتلة.
وأشار الكاتب الى أنّ” “Dunford” التقى كبار المسؤولين السياسيين الصهاينة مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية “Avigdor Liberman”، اضافة الى أربعة جنرالات صهاينة يمثلون أربعة فروع عسكرية مختلفة”.
ونقل الكاتب عن مصادره بأنّ” القضية الاهم بالنسبة للولايات المتحدة هي الاستقرار في الاردن”، مشيراً الى المناورات العسكرية الدولية السنوية التي بدأت بالاردن قبل يومين من وصول “Dunford” والتي تسمى مناورات “الاسد المتأهب”، وهنا أشار الكاتب الى أن مناورات هذا العام تسببت بقلق لدى دمشق (على حد قول الكاتب)، وقال “إنّ هناك تقارير يتم تداولها في سوريا بأن المناورات هذه ستكون بمثابة غطاء للاجتياح العسكري للاراضي السورية “في محاولة للقضاء على قوات “داعش” وتخفيف الضغط على الحدود الشمالية للاردن”، كما تابع بأنّ” المناطق المستهدفة ستكون تلك التي تحيط بدرعا التي لا يزال يسيطر “داعش” عليها”.
هذا وأضاف الكاتب بأنّ” المسؤولين الصهاينة ركزوا خلال لقائهم المسؤول العسكري الأميركي على فترة ما بعد الحرب السورية، حيث شددوا على انهم “لن يقبلوا” بتغيير ميزان القوى في سوريا، كما قال “إنّ الصهاينة طلبوا مساعدة من الاميركيين لجهة الاعتراف “بحق “إسرائيل”” وقف نقل السلاح من سوريا الى حزب الله” حسب زعمهم، وشددوا على انهم “لن يقبلوا بتواجد إيران او حزب الله” في الجولان المحتل، منبهين الى انه “وبحسب المعلومات فإن الاميركيين جددوا دعمهم لهذه “المصالح” الصهيونية”.
الدور السعودي بنشر التطرف
من جهته، كتب الباحث المختص بموضوع الفكر المتطرف والارهاب “William McCants” مقالة نشرت على موقع معهد “Brookings” تطرّق فيها الى الزيارة المقررة للرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الرياض أواخر الشهر الجاري.
وقال الكاتب “إن الزيارة هذه واللقاءات التي سيجريها ترامب بالسعودية تشكل “الفرصة النموذجية” كي يحرز الرئيس الاميركي تقدماً نحو تنفيذ وعده المتعلق باستئصال “الاسلام الراديكالي” من خلال الضغط على الحكومة السعودية “كي توقف تصدير التطرف الديني”، بحسب تعبير الكاتب نفسه.
وذكّر الكاتب بأن السعودية ومنذ تأسيسها في حقبة العشرينيات أنفقت مليارات الدولارات لنشر نموذجها المتشدد من الاسلام، مشيراً الى أنّ النموذج هذا يعتبر انه يجب محاربة من لا يعتنق الدين الاسلامي، وأضاف “إنّ حكام السعودية كانوا بطيئين في الحد من نفوذ المؤسسة الدينية سواء كان خارج السعودية ام داخلها”.
كما تابع الكاتب “إنّ موقع الحكومة السعودية على الانترنت يتضمن عبارات مثل “الكراهية تجاه الكفار أمر الزامي لانهم اعداء الله ورسوله واعداء المسلمين”، ولفت الى فتوى اخرى تقول “إن اي مسلم يدعو الى “وحدة الاديان” هو مرتد”، ما يعتبر جريمة تستحق الاعدام في السعودية.
الكاتب ذكّر كذلك بأن الحكومة السعودية ومنذ عقود تقوم بنشر هذه المعتقدات في الكتب المدرسية “داخل وخارج البلاد”، وبأن “ملحقي الشؤون الدينية” في السفارات السعودية بالخارج يكلفون بالترويج للوهابية لدى المجتمعات الاسلامية المحلية في مختلف الدول”.
ونبه الكاتب من أنه وعلى الرغم من صدور تقارير جديدة بأن الجيل الجديد في القيادة السعودية سيكون اكثر جدية حيال وقف الترويج “للتعصب الديني”، فإن النسخ الحديثة من الكتب المدرسية السعودية لا تزال تعلم الكراهية تجاه الآخرين.
كما استشهد بالتقرير السنوي الاخير الصادر عن اللجنة الاميركية للحرية الدينية الدولية والذي ورد فيه أن أمام السعودية مسيرة طويلة في معالجة هذه الظاهرة، كذلك قال “ان الكتب المدرسية السعودية هي التي تستخدم في التعليم بالمدارس التي يديرها “داعش”، وان اغلب الجماعات المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة تتبنى شكلا من أشكال الوهابية”.
الا أن الكاتب رأى “انه من غير المرجح أن يطرح ترامب هذا الموضوع مع الملك سلمان بن عبدالعزيز”، مشيراً الى أنّ” الرئيس الاميركي وعندما كان مرشحاً ركز فقط على انفاق أموال الضرائب من أجل الدفاع عن السعودية، والى أنّ ترامب يأمل إبرام صفقة تسلح بقيمة مليارات الدولارات مع السعودية لدعم حربها على اليمن”.
كذلك أضاف بأنّ” دبلوماسيي وجنرالات ترامب يعتقدون أن الشراكة الاميركية مع السعودية مسألة اساسية من اجل الحفاظ على استقرار اسعار النفط ومواجهة ايران وغيرها من الامور”، مستبعداً أن يضغط هؤلاء على السعوديين فيما يخص نشر الفكر المتطرف، خوفاً من أن تتدهور العلاقات التي اصلاً شهدت تدهوراً في حقبة الرئيس السابق باراك أوباما”.
غير أن الكاتب اعتبر أن ترامب وفيما لو استجاب لنصيحة هؤلاء المستشارين وامتنع عن طرح موضوع ترويج السعودية للفكر الوهابي، فربما يكون قد ضيع الفرصة، حيث نقل عن دبلوماسيين من بلدان اسلامية بأن القيادة السعودية الجديدة مستعدة للتعاون ومعالجة الشكاوى بهذا الاطار، على حد قوله.
كما اعتبر أنّ” القيادة السعودية ستستجيب على الأرجح للمطالب الأميركية، فيما يخص الحد من نشر العقيدة الدينية المتشددة اذا ما طرح ترامب هذا الموضوع، وذلك لأن القيادة السعودية تريد علاقات ودية مع الرئيس الاميركي”.