على طاولة فيينا
صحيفة “الثورة” السورية
أحمد عرابي بعاج:لن تستطيع الدول التي أشعلت الحرب على سورية بعد الآن أن تدعم الإرهاب دون محاسبة، فبعد أكثر من شهر على بدء الطلعات الجوية دمرت المقاتلات الروسية فيها أكثر من 1600 هدف للإرهابيين في سورية
وهو ما لم يستطع أن يفعله التحالف الأميركي الستيني الذي كان يتغنى بطلعات جوية بالمئات فوق سورية وربما بالآلاف فوق العراق دون تحقيق أهداف تذكر ضد الإرهاب، فغايته أن يعظم فاتورته القابلة للدفع من أدواته الخليجيين المتآمرين في الحرب على سورية وخاصة مملكة الشر الوهابية ودويلة الغاز.
بعد جلستين فقط من مباحثات فيينا لم يعد بمقدور وزير خارجية مملكة الشر الوهابية الاستمرار باللازمة المعتادة التي لقن ليرددها مراراً وتكراراً بعدم حضور إيران أي لقاءات تتعلق بالوضع في سورية وأصبح حضور إيران إلى جانب روسيا ((حلفاء سورية الرئيسيين)) أمراً واقعاً.
ووزير خارجية دويلة الغاز ((الكبرى)) تراجع عن إنزال قوات في سورية بعد أن هدد بغزوها برياً، وجعلنا نحن السوريين ننتظر ساعات وساعات على الشاشات حاملين مكبرات صورة لنرى جحافل هذه الدويلة وأين ستنزل!!.
روسيا الاتحادية بتحالفها مع سورية في القضاء على الإرهاب وحضورها الذي بات واقعاً فعلياً لا قولاً ولا مواربة وبشكل شرعي لا عدواني كما فعلت وتفعل واشنطن هو الذي جلب أعداء سورية إلى طاولة فيينا.
عدد كبير من الدول المعادية لسورية حضرت على طاولة فيينا وهم قوام تجمع (أعداء سورية)، وقد جاء بعضهم مهرولا باحثاً عن مقعد في قطار البحث عن حل للأزمة في سورية.
ولولا تحقيق روسيا عبر الجو والجيش العربي السوري نتائج على الأرض لما كان هؤلاء المهرولون يبحثون عن دور لهم في التسوية السياسية، وأولهم فرنسا التي رفعت عقيرتها بعد وقبل حصولها على صفقات من أموال البترودولار، وكانت من أشد المعارضين لحصول الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى وأخيراً أذعنت للإرادة الأميركية وقبلت به مرغمة.
وهي الآن ومعها تركيا ومملكة الشر الوهابية ودويلة الغاز رأس حرب الشر والإرهاب على سورية يذعنون للإرادة الاميركية بحضور إيران مباحثات فيينا.
ما حدث في فيينا اجتماع سياسي يطول، وما يمكن أن ينتج عنه من اتفاق على خطوط عريضة لا بد وأن يتم إخراجه سورياً، لأن سورية هي صاحبة الحق في تقرير الشكل السياسي والحل الذي يرضى عنه السوريون جميعاً.
ويبقى الميدان هو صاحب الكلمة العليا والتي تحدد مسارات فيينا ومداولاتها التي لا تنتج مفاعيلها إلا بعد القضاء على الإرهاب فعلاً.
ويحتاج ذلك إلى توقف الدول المتدخلة في الحرب على سورية عن دعم المجموعات الإرهابية ووقف تهريب الإرهابيين والسلاح إلى سورية عبر تركيا والأردن بأموال النفط والغاز برعاية أميركية واضحة ومعلنة هذه المرة بعد النكسات التي تلقتها تلك المجموعات الإرهابية والتي أخرجت واشنطن من خلف الستار إلى قلب المسرح بتورطها بإلقاء أطنان الأسلحة والذخائر وعزمها إنزال قوة على الأرض السورية تحت ذرائع ومسميات كلها منتهكة للسيادة ومخالفة للقانون الدولي.
وحتى تأخذ قاطرة القضاء على الإرهاب مسارها ينبغي لواشنطن وحلفائها الحاضرين معها على طاولة جنيف وقف دعم الإرهابيين والتعاون مع روسيا وسورية وحلفائها في حربهم على الإرهاب لإفساح المجال أمام المضي في إيجاد حل سياسي في الحرب التي فرضوها على سورية والشعب السوري دون وجه حق ، فهل تفعلها طاولة فيينا؟