على الهامش: وأين ثورة البحرين يا قمم؟
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
ونالت المعارضة المسلحة – أو المعارضات المسلحة – السورية مقعداً لها في جامعة الدول العربية لتحل محل الجمهورية العربية السورية في تمثيل الشعب السوري في المنظمة العربية.
نكتفي بالقول “المسلحة” ولن نقول هنا أكثر، كالإرهابية والمجرمة والسفاكة لدم الشعب السوري. كلمة “المسلحة” تجزئ هنا لكي تكون معياراً للحديث عن ثورة أخرى، إن كان ما يحصل في سوريا ثورة، وعن مظلومية يعاني منها شعب عربي آخر، بأكثريته، هو شعب البحرين، الذي رفع صوته مطالباً بحقوقه منذ عشرات السنين، ومن قبل أن يعرف العرب الربيعَ المزعوم بكثير.
هذا الشعب لم يستعمل لتحقيق مطالبه أي سلاح سوى سلاح الكلمة، ولم تسجل كاميرات الإعلام العالمي صورة رصاصة واحدة يطلقها ثائر بحريني على شرطي أو حائط، ولم تصور ولو سكيناً واحدة يحملها ثائر بحريني يهدد بها شرطياً أو غيره.
فماذا فعلت جامعة الدول العربية للشعب البحريني المظلوم؟ هل شكلت على الأقل وفداً لتقريب وجهات النظر بين المعارضة الثائرة وبين النظام؟ هل أزعجت خاطر ملك البحرين بأن طلبت منه التعامل برفق مع الثوار المسالمين، كأن يجري قتلهم بالعصيّ بدل سلاح الشوزن مثلاً؟ هل طلبت منه أن ترسل طبيباً يعاين المعتقلين الذين يعيشون في ظروف صحية صعبة؟ أم لعلها تنتظر لبعض الوقت من أجل تسليم مقعد مملكة البحرين إلى المعارض البحريني البارز المعتقل في سجون النظام المناضل نبيل رجب؟
لطالما ندد الزعماء العرب، وإن ظاهرياً لأجل إرضاء جماهيرهم، بالمواقف الأميركية المؤيدة للعدو الإسرائيلي ضد الثورة والقضية الفلسطينية، على الرغم من ادعاء الإدارة الأميركية وقوفها إلى جانب حقوق الشعوب في تقرير مصائرها، وها هم اليوم هؤلاء يقلدون الإدارة الاميركية فيؤيدون ويعترفون بمجموعات إرهابية مسلحة قاتلة للمدنيين في سوريا ويغضون أنظارهم عن ثورة شعبية سلمية لا يريد أبناؤها سوى أن يكونوا مواطنين حقيقيين في بلدهم البحرين.