على الهامش: نهاية الحريرية السياسية
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
تنتفي الحاجة الإقليمية والغربية لسعد الحريري يوماً بعد يوم. ربما خابت ظنون الذين ظنوا أنهم يمكنهم الاعتماد على سكسوكته ولهجته الخليجية في تثبيت أقدامهم وأزلامهم في لبنان، ثم تفاجؤوا بفراغ هذا الرجل الفكري والسياسي. أو ربما كانوا يعلمون بمقدار ما هو عليه من فراغ فكري وسياسي وبنوا على فكرة تزويده بخيوط غير مرئية تحركه كما يشاؤون.
ما علينا. ولى زمن هذا الرجل الدمية، هذه الريشة خفيفة الوزن التي تطير مع أية هبة هواء، فتحط تارةً في فرنسا وأخرى في الرياض. ونرجو أن يولّي معه عصر المال السياسي القبيح وعصر سرقة مناطق بيروت وعقارات المناطق، وعصر شراء الذمم، وعصر الكتبة المرتزقة في صحافة الدجل الأسود، الذين يدورون كيفما دار صاحب المال.
لقد جلبت الحريرية السياسية للبلد الدمار العظيم، ولا تغرّنا الإنشاءات والبنى التحتية التي أجريت في عهد رفيق الحريري، فهي الدسم الذي كان لا بد منه لتغطية السم الذي أصاب البلد وأوقعه في العجز الاقتصادي الفظيع.
كما استثمرت الحريرية السياسية طاقماً مفسداً من رجال المال والإعلام والسياسة ستظل الآثار السيئة لما ارتكبوه تسيطر على لبنان لسنوات طويلة قبل أن يتخلص منها.
إنه تيار سياسي أوجدته ضرورات خارجية غريبة كغربة رأسه عن لبنان، وها هو يتلاشى غير مأسوف عليه، وعوّض اللهُ لبنانَ عما أصابه منه من فساد.