على الهامش: قانا لن ننسى
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
المجازر الإسرائيلية بحق الأمة ليست مناسبات عابرة فقط في تاريخ الأمة المعاصر. المجازر الإسرائيلية ممارسة يومية للعدو، وطقْس معروف به يمارسه ويلجأ إليه بشكل دائم. ربما لا توجد “دولة”، نقول “دولة” على سبيل ضرب المثل وإلا فهذا الكيان ليس دولة بنظر أبناء الأمة ولن يكون، ارتكبت في تاريخها من المجازر بعدد ما ارتكبه الكيان الإسرائيلي من مجازر بحق الشعوب المجاورة له أو التي يحتل أرضها. فعلُ المجزرة لدى الإسرائيلي فعل عسكري عادي وتقليديّ، لا فرق بينه وبين أية عملية إطلاق نار في أية معركة يخوضها.
بعض الدول والجيوش يتورع أحياناً عن ارتكاب المجزرة خوفاً من رأي عام عالمي أو درءاً للوم دولة عظمى أو حفاظاً على معايير أخلاقية ظاهرية. أما العدو الإسرائيلي فلا يجد نفسه مضطراً لمراعاة أي سبب من هذه الأسباب أو غيرها.
في عقيدة هذا العدو القتالية والنفسية والأخلاقية محلّل له ومسوَّغ قتلُ غير اليهود – بل وقتل اليهود أيضاً – في سبيل الحفاظ على كيانه، كما يدعي. أما الرأي العام العالمي فلا وجود له لدى هذا العدو.
اليوم ذكرى مجزرة قانا الأولى، التي وقعت في جنوب لبنان في العام 1996. لم تكن المجزرة الإسرائيلية الأولى بحق أمتنا ولم تكن الأخيرة. وقعت بعدها مجازر في فلسطين ولبنان، تحدث عنها العالم يوماً وليلة ثم نسيها، وأرجو أن لا ننساها نحن، ففي نسيانها ظلمٌ لشهدائنا وضحايانا وتاريخنا ومستقبلنا.