على الهامش: عن “التقارب” الإيراني ـ الأميركي
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
ربما هو الخوف على المصير الذي يدفع ببعض الكتاب والناشطين إلى التعليق سلبياً على ما أسموه “التقارب” الإيراني – الأميركي. وربما هو التفاجؤ لسرعة الخطوة التي تجلت بالاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي أوباما بالرئيس الإيراني روحاني، وهو الاتصال الأول الذي يُجرى بين رئيسين أميركي وإيراني منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران في العام 1977.
التقارب الفعلي بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية لن يحصل اليوم أو غداً، وإذا كنا نشاهد ونقرأ الرغبة الأميركية المستمرة في اللقاء بمسؤولين إيرانيين فإننا نشاهد ونقرأ رفضاً إيرانياً مستمراً لمثل هذه اللقاءات.
الموضوع طبيعي إذاً، يحصل بين أي دولتين تعيشان خصومة سياسية عميقة أو غير عميقة، أما غير الطبيعي فمبادرة الشخصيات التي ذكرناها أعلاه إلى إظهار تعجبها من أن يتحول شعار “الموت لأميركا” الذي ردده الإيرانيون لمدة ثلاثين عاماً إلى شعار الصداقة مع الولايات المتحدة الأميركية.
هناك أمور عديدة سببت الخلاف وتسببه بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، أولها موضوع احتلال العدو الإسرائليي لفلسطين ورعاية ودعم الولايات المتحدة العسكري والسياسي لهذا الاحتلال ولما يخلفه من اعتداءات على الفلسطينيين وأرضهم، وليس آخرها الأحداث التي تجري في سوريا، دون أن نغفل الحصار الاقتصادي المفروض على الجمهورية الإسلامية برعاية وقيادة أميركية.
يعلم هؤلاء، كعلم كل الناس، أن لا عداوة تدوم، لا بين أشخاص ولا بين دول، وأن العلاقات بين الدول تتناوبها حالات السلم والحرب، والصداقة والعداوة، وأن العداوة تنتهي بين دولتين حين تصبح المصالح المشتركة بينهما أكبر من مستوى العداء، أو حين تزول أسباب العداوة التي اختلفا بسببها.
وبعيداً عن إبداء الرأي الشخصي في التقارب المزعوم، يثور السؤال التالي: أليس أفضل للمنطقة كلها حصول هذا التقارب بين هاتين الدولتين المقررتين والمؤثرتين في المنطقة؟
يإلهي!
لماذا تعترضون على ما يسمى بالمبرراتيّة؟ وتتهمونهم بالتصفيق لأي عمل يقوم به أسيادهم, فيما أنتم تبررون لإيران أي سلوك! إن شرّقت أو غرّبت.
حسناً بلا شعار “الموت لأمريكا” الذي تحكمه سياسة المصالح؟ و لكن ماذا عن مقولة “أمريكا الشيطان الأكبر” هل يمكن للمصالح إن فاقت مستوى العداء أن تنسى هذه المقولة؟!
هذا منطق مثقوب, وتبريري ولا يصمد أمام نقاش.
لكم في السعودية مثلاً لعلكم تعقلون.