على الهامش: بناء الدولة التكفيرية
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
في طريقهم لتأسيس دولتهم ـ أو دولهم ـ الإسلامية، يدمر المسلحون “الإسلاميون” كل المقومات التي تنشأ على أساسها أية دولة.
فالشعب الذي هو أول مقومات الدولة يغتصبه ويذبحه ويهجّره الإرهابيون هؤلاء من أرضه.
والأرض التي هم المقوّم الثاني للدولة يدمرها هؤلاء بيوتاً ومراكز اقتصادية وثقافية ومباني حكومية.
والحكومة التي هي المقوّم الثالث للدولة يتنازع عليها هؤلاء نزاعاً وحشياً لا نهاية له. كأن هؤلاء الإرهابيين يمارسون مهمة جعل المسلمين يتخلّون عن دينهم، من ضمن مهام أخرى يتولّون العمل عليها. إنهم باسم الإسلام يكرّهون الناس، إن استطاعوا.
بدأوا بتدمير مقامات المسلمين من أهل الصلاح كالصحابة والتابعين، مشرّعين ذبح المدنيين المسلمين العزّل بكثير من الحجج الواهية، فقط لمجرد ممارسة هواية الذبح والتنكيل وقطع الرؤوس والاغتصاب. وهي الأمور التي لا يرضاها لا الإسلام ولا الأخلاق ولا العقل.
نفّروا الناس من مظاهر التديّن التي هي في الأساس من علامات التقيد بالدين الحنيف، فجعلوا بعض الناس يكره اللحى ويكره نقاب المرأة وحجابها لأن هذه الرموز ارتبطت في وعي الناس بهؤلاء المجرمين.
غلبت الصورة التي كوّنها هؤلاء عن الإسلام الصورةَ الإسلامية الأخرى الأصلية، فما عاد يشاهد الغرب وغير الغرب لا تسامحاً إسلامياً ولا أخلاقاً إسلامية. صارت هذه غريبة، غطّت عليها سلوكيات هؤلاء الإرهابيين المتطرفة.
من أفغانستان إلى الجزائر وما بينهما خرجت هذه المجموعات من كهوف الجهل، ومن مخازن المخابرات العالمية، لمحاولة نسف الإسلام المحمدي، ولتُحِلّ محله إسلاماً ممسوخاً، يقوم على الجهل والتعصب والذبح والاغتصاب، إسلاماً لا يمكن له أن يؤسس دولة ولا أن يطوّر شعباً ولا أن يحمي أرضاً.