على الهامش: المقاومة.. الحق والواجب والبيان الوزاري
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
هل تحتاج في مقاومتك العدو المعتدي عليك وعلى أهلك وأرضك إلى قرار حكومي أو دولي يسمح لك بممارسة ما هو واجب عليك من المقاومة؟
هل يجب عليك انتظار إجماع كل اللبنانيين على قرار المقاومة قبل أن ترد على العدو عدوانه، وقبل أن تدافع عن نفسك؟
هل يجب عليك أن تنتظر ليصير لبلدك جيش قوي متمكن مسلح بالسلاح اللازم لرد العدو، متحملاً خلال كل هذه الفترة أن تكون أنت وأهلك وأرضك عرضةً للانتهاكات اليومية من قبَل العدو في بلد كان شعاره، وربما لا يزال لدى بعض السياسيين، “قوة لبنان في ضعفه”؟
ألم تكن الفترة الممتدة من العام 1945 حتى العام 1975، كافية وأنت تنظر لما يصيب بلدك من عدوان إسرائيلي دون أن تستطيع دولتك الرد عليه وإن بأبسط الأسلحة الموجودة لدى جيشها؟
هل يوجد في العالم كله “كيان” يسمى مجازاً دولة، غير الكيان الصهيوني المحتل لأرض شعب ليست له، والممارس عدوانه على الدول العربية المحيطة به كلها، والذي تقوم عقيدته الدينية والسياسية والعسكرية على التوسع والاحتلال، بحيث يصبح هذا الكيان استثناء للدول الأخرى؟
ولو كان اللبنانيون، أو نصفهم على الأقل، قد انتظروا لتكون للدولة والنظام القدرة على مواجهة احتلال هذا العدو أفما كان هذا العدو ما زال محتلاً العاصمة بيروت ولمناطق كثيرة أخرى بالإضافة إلى الجنوب والبقاع الغربي؟
تتزاحم هذه الأسئلة في رأسك، وكثيرٌ غيرها، وأنت تقرأ وتستمع إلى نشرات الأخبار متحدثة عن خلاف في البيان الوزاري للحكومة المشكلة حديثاً حول حق المقاومة في الدفاع عن لبنان، وهي المقاومة التي أثبتت جدارتها في تحرير لبنان من العدو وفي حفظه حتى من تفكير العدو من الاعتداء عليه، وفي جعلها لبنان يمتلك قوة الردع التي تمنع العدو من التفكير في الدخول إليه مرة أخرى.
يقولون: “إن المقاومة الفرنسية، مثلاً، لم تستمر بعد تحرير فرنسا من النازيّ”، ولكن هذا النازي كان قد جرى القضاء عليه حتى في ألمانيا نفسها، فلم يعد هناك من خوف لعودة عدوانه على فرنسا، كما أن فرنسا، يومها، كانت ضمن حلف عسكري دولي يضم البلدان المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، بحيث كان من المستحيل على النازي، لو كان ما يزال موجوداً في المانيا، حتى التفكير في إعادة غزوه لفرنسا. في حين أن الحال في لبنان ليست مماثلة، فما زال العدو الإسرائيلي هو العدو، وما زالت نواياه العدوانية هي نواياه العدوانية، وما زال محتلاً لأراضٍ عربية في دول مجاورة، وما زالت الدول الغربية داعمة له في كل هذا.
الكيان الصهيوني استثناء لكل دول العالم، لما ذكرناه سابقاً حول عقيدته في التوسع عبر الاحتلال، والكيان الصهيوني استثناء لكل دول العالم لكونه “الدولة” الوحيدة القائمة على العدوان، وحتى يزول هذا الاستثناء الذي يشكل تهديداً للبنان بمواطنيه وأرضه، لا بد من بقاء الاستثناء الثاني، الذي هو حق اي مواطن لبناني في الدفاع عن نفسه وأهله وأرضه، وبالتالي فلا بيان وزاري ولا حكومة ولا نظام يمكن أن يمكن أي مواطن لبناني من ممارسة حقه هذا، بل واجبه هذا، في هذا الدفاع.