على الهامش: الدفاع عن مقام السيدة زينب
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
توافد المسلحون الإسلاميون إلى سوريا من كل بقاع العالم، من الشيشان وأفغانستان حتى ليبيا وتونس، ومن فرنسا حتى حدود جنوب أفريقيا، بحجة الجهاد ضد النظام السوري الأسدي “الكافر”، مسلحين بكل المال الذي زودتهم به إمارة الحرية العربية قطر، ومملكة الحضارة الإسلامية السعودية، وبكل أنواع السلاح الغربي والشرقي من السكين والساطور إلى السلاح الثقيل. كل هذا وسط ترحيب وتهليل جامعة الدول العربية ودول العالم الحر جداً.
هؤلاء المسلحون لم يدعوا حرمةً لم يهتكوها بدءاً بقتل المدنيين وليس انتهاءً بتدمير بيوت الله من مساجد وكنائس دون أي اعتراض من أية جهة دولية. حتى أنهم لم يتورعوا عن قصف مقام السيدة زينب عليها السلام مراتٍ عديدة، زينب بنت علي أميرهم وأخت الحسين سيدهم وحفيدة محمد بن عبد الله رسولهم لو كانوا يفقهون. ولم نسمع ولم نقرأ في لبنان أي استنكار لقصف مقام السيدة زينب، ربما لأن قتل المدنيين غطى على موضوع تدمير أو قصف دور العبادة والمزارات، حتى لو كان المزار مرقداً لحفيدة رسول الله.
هم أحرار في استنكارهم أو عدمه، وإن كنا لم نعد ننتظر منهم أي خير وقد عميت عيونهم عن الحقيقة، لكن غيرهم أحرار أيضاً حين يعزمون على الدفاع عن مقام السيدة وعن منطقة المقام، من أية دولة جاؤوا ومن أية طائفة، فهم لن ينتظروا أن يفتي لهم بالدفاع معمم مرتزق هنا أو معمم باع عمامته هناك، ولن ينتظروا أن يحثهم على الدفاع صحافي من صحافيي وثائق ويكيليكس هنا أو إعلامي من إعلاميي الدجل هناك، فهؤلاء باعوا ضمائرهم منذ زمان غابر وصاروا ناطقين باسم ممالك وإمارات الخليج ودول الغرب منذ أمد بعيد. هؤلاء لم يتحركوا ولم ينطقوا حين كان الجنوب اللبناني محتلاً وحين كانت قراهم محتلة، وحين كان أطفال قراهم تُقتل بالقصف الإسرائيلي اليومي، فهل ننتظر منهم اليوم إدانة لقتل مدني سوري أو لقصف مقام ديني؟
من حق كل شريف في العالم أن يتطوع للقتال مع الجيش السوري في معركته الكبرى مع إرهابيي العالم، ومع دول العالم التي تريد الانتقام من سوريا وشعبها لألف سبب، ومن حق كل شريف من أية جنسية كان أن يتطوع للدفاع عن مقام السيدة زينب عليها السلام، ومَن أحق بهذا الشرف أكثر من أبناء السيدة زينب في المقاومة الإسلامية؟