عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى.. وإجراءات تهويدية للمسجد الإبراهيمي تسهل ذلك
اقتحم مستوطنون متطرفون صباح الأحد المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وذلك بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الاسرائيلي. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، أن 81 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى، وتجولوا بشكل مستفز في باحاته على شكل مجموعات.
كما أوضحت أن 30 عنصراً من شرطة “حرس الحدود” الاسرائيلية اقتحموا المسجد ايضاً، مضيفة أن المستوطنين أدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة. ولا تزال شرطة الاحتلال تفرض قيودها على دخول المصلين للمسجد الأقصى، مدققة في هوياتهم، إذ تحتجز بعضها عند بواباته الخارجية.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، إجراءاتها التهويدية للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، والتي كان آخرها المُصادقة النهائية على مشروع يسهل اقتحام المستوطنين للمسجد. وكان قد صَادَق وزير حرب الاحتلال “نفتالي بينت”، على مصادرة أراض تقع بمحاذاة المسجد الإبراهيمي، ستخصص لإقامة ممر ومصعد وجسر لمقتحمي المسجد من المستوطنين، خاصةً لذوي الإعاقات، وأوعز إلى منسق أعمال باتخاذ كل ما يلزم لتنفيذ المشروع.
بدوره، أكد مدير المسجد الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة أن “المسجدَ هو مكان أثري يمثّل قلب مدينة الخليل، ولا يسلم من اعتداءات الاحتلال”. وأوضح أبو اسنينة، أن “مسلسل الاعتداءات لا ينتهي والاحتلال يوماً بعد يوم يحاول إحكام السيطرة الكاملة على المسجد الإبراهيمي، والتي كان آخرها قرار وزير حرب الاحتلال مصادرة أراض لإقامة مصعد كهربائي بجوار المسجد لتسهيل وصول المستوطنين”.
ووصف أبو اسنينة قرار الاحتلال بـ”التعدي الصارخ” على المسجد الإبراهيمي و”استفزاز لمشاعر المسلمين ومحاولة جدية لتهويد المسجد وبسط النفوذ على باحاته”. وبين الشيخ حفظي، أن “أراضي المصعد تابعة للأوقاف الإسلامية الفلسطينية، وقد تم الاعتراض على قرار محكمة الاحتلال وتأجيل المحكمة لكن تغيير القضاة هو الذي ساهم في إصدار القرار بشكل مفاجئ”.
وأكد أبو اسنينة أن “وزارة الأوقاف ولجنة إعمار المسجد الإبراهيمي لن تتوقف أبداً عن الدفاع عنه ودحض القرار قبل البدء ببناء المصعد على أرض الواقع”. كما لفت أبو اسنينة إلى أن المسجد “يمثل وحدة واحدة والاحتلال فرض قوته وهيمنته عليه بعد ارتكاب المجزرة في المسجد عام 1994 وقد استولى على مساحة 63% من المسجد”.
وأردف “الاحتلال يزعم أن المصعد جاء لتسهيل وصول المستوطنين من ذوي الإعاقة للمسجد”، مشددا على رفضه تغيير معالم المسجد التاريخية والاثرية والدينية.
من جهته، أكد الناشط عيسى عمرو منسق مجموعة شباب ضد الاستيطان أن “قرار الاحتلال ببناء مصعد هو جزء من فرض سياسة الأمر الواقع وضم أجزاء مهمة من مناطق “ج” لدولة الاحتلال، وذلك بعد فشل تطبيق صفقة القرن ومغادرة ترامب منصبه”. وأضاف عمرو أن “هذا المشروع جزء من عدة مشاريع استيطانية تهدف لتحويل الهوية العربية الاسلامية للخليل إلى هوية يهودية عبرية وسرقة للتاريخ الفلسطيني”.
ولفت عمرو على أن “قضاء الاحتلال يدعم الاستيطان ويهدف لتقوية الاستيطان لسحب السيطرة الفلسطينية ووزارة الأوقاف على المسجد الإبراهيمي ومنحها للاحتلال”. وأوضح عمرو أن “دولة الاحتلال خارجة عن القانون الدولي وتنتهك حقوق الانسان، تكذب باستمرار وتستغل الاحتياجات الإنسانية للمستوطنين لتمرير مشروعها الاستيطاني بالسيطرة الكاملة على المسجد”.
وتابع عمرو”هناك 22 حاجزا يمنع الفلسطينيين من الوصول للمسجد، و1800 محل تجاري مغلق، إضافة لـ100 شقة سكنية مهجر منها الفلسطينيين، و6 حواجز تمنع الفلسطيني العادي من الوصول للمسجد، لأداء الصلاة كونه يحتاج لما يزيد عن نصف ساعة للوصول للمسجد قبل كل صلاة”، متسائلاً “أين الفلسطيني من إنسانية قضاء الاحتلال؟”. ودعا عمرو لضرورة حماية المقدسات الإسلامية الفلسطينية، مشددا على “عدم رضوخ الفلسطينيين للاحتلال والاستمرار في العمل الشعبي لعزل دول الاحتلال ومحاسبتها”.