عشرات الجنود السوريون بريف دمشق تعرضوا لإصابات قاتلة نتيجة القصف الكيميائي… مصادر بريطانية وفرنسية تكشف “أسرار المجزرة الكيميائية”
مصدر طبي في “مشفى المزة العسكري”: العسكريون والسلطة أصيبا بالصدمة جراء المفاجأة التي سبقت هجوما عسكريا على مواقع المسلحين في المنطقة
كشف مصدر طبي في مشفى الشهيد يوسف العظمة العسكري لموقع “الحقيقة” السوري أن سيارات الإسعاف التابعة للخدمات الطبية العسكرية نقلت فجر اليوم الي المشفى أكثر من خمسين إصابة من”الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة” تعرضوا لإصابات قاتلة وشبه قاتلة بالأسلحة الكيميائية في بلدة “المعضمية” الواقعة إلى الجنوب الغربي من دمشق، إلا أن السلطة لا تزال تتكتم على الأمر” حفاظا على معنويات العسكريين ولأسباب تقنية وأمنية أخرى”. ومن المعلوم أن المعضمية هي إحدى المناطق التي قالت المعارضة إنها كانت مسرحا لـ”مجزرة كيميائية”. ولا تبعد المنطقة سوى بضع مئات من الأمتار عن منطق انتشار “الفرقة الرابعة” وبعض وحدات الحرس الجمهوري.
وقال المصدر إن 39 سيارة إسعاف عسكرية نقلت الإصابات فجر اليوم من “المعضمية” حيث فوجىء العسكريون بهجوم كيميائي في المنطقة لم يخطر على بالهم، بينما كانوا يتحضرون لشن هجوم على مواقع المسلحين، ما تسبب بصدمة صاعقة، أمنيا وعسكريا. وأوضح بالقول”إن السلطة لم تعلن عن ذلك حتى الآن ، ليس لسبب يتعلق بمعنويات العسكريين فقط، ولكن لأن المفاجأة ، لاسيما في جانبها الأمني، أفقدها توازنها، ولأنها لا تزال تعد ملفا تحقيقيا وطبيا عن القضية سيكون جزءا من الملف الشامل الذي ستقدمه إلى لجنة التحقيق الدولية”. ولم يستبعد المصدر أن يقوم أعضاء اللجنة بزيارة المشفى بين ساعة وآخرى.
وإذا ما علمنا أن بعض سيارات الخدمات الطبية العسكرية يمكن أن تحتوي على سريرين، يمكن الحديث عن خمسين إصابة في الحد الأدنى وسط العسكريين جرى نقلها إلى المشفى المذكور. وقد أكد مصدر من أهالي المنطقة السكنية المعروفة بـ”السومرية”، والتي تقع شمال غرب مطار المزة العسكري وعلى الطريق الواصل مباشرة بين “المعضمية” ومنطقة المزة حيق يقع المشفى، أنه شاهد فجر اليوم بأم العين ، وحوالي الرابعة صباحا، أكثر من عشر سيارات إسعاف عسكرية تتحرك من “المعضمية” باتجاه دمشق، بينما كانت وحدات عسكرية أخرى ترافقها على سبيل المواكبة الأمنية.
ويستنتج موقع الحقيقة ، أن ما جرى يوم أمس كان من قبل “طرف ثالث” دخل على خط الصراع واستخدم سلاحا كيميائيا لأسباب مختلفة ستتضح خلال الساعات والأيام القليلة القادمة. وقال ان السبب بهذا الهجوم يهدف لاعطاء زريعة لكي يتدخل الغرب عسكرياً في سوريا.
وحول قضية الكيماوي، كشفت مصادر بريطانية وفرنسية لموقع “الحقيقة” مزيدا من “أسرار المجزرة الكيميائية” التي ملأت الدنيا وشغلت الناس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت هذه المصادر إن الجيش السوري بدأ عند الواحدة وعشر دقائق من فجر يوم أمس تمهيدا بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مواقع المسلحين في جوبر وزملكا وعربين، وكان مخططا لهجوم القوى البرية من المشاة أن يبدأ بحلول السادسة صباحا، بعد أن يكون التمهيد المدفعي فعل فلعه. وكانت وحدات المشاة كلها تتجمع في “ساحة العباسيين” شرقي دمشق، والمناطق المحيطة بها. وعندما بدأ القصف المدفعي، فر المسلحون ، الذين يشكلون 13 كتيبة تحت مسمى”جبهة فتح العاصمة”، وانسحبوا من المنطقة الواقعة شرقي القوات المتحشدة، لاسيما البنايات العالية والأبراج التي كان يتحصن فيها القناصون. وأكدت هذه المصادر أن المسلحين أطلقوا صواريخهم الكيميائية ، وهي من صنع محلي، عند الواحدة و 35 دقيقة فجرا بالضبط، وليس عند الثالثة فجرا كما زعم بيان”الهيئة العامة للثورة السورية. وكان هدف الصواريخ هو الوحدات العسكرية السورية المتحشدة في “ساحة العباسيين” ومحيطها، إلا أنها سقطت تماما في المنطقة الواقعة ما بين “زملكا” و”عربين” و”جوبر”، الأمر الذي أدى إلى ما أدى إليه.