عروض تركية لشراء غاز إسرائيل
صحيفة السفير اللبنانية –
حلمي موسى :
بدأت الشركات الإسرائيلية صاحبة حقوق الامتياز في حقل “لفيتان” الغازي في البحر المتوسط باجتذاب العروض من جانب شركات تركية لتصدير الغاز إليها. ويأتي هذا الأمر بعدما كانت الصحف الإسرائيلية قد أشارت إلى تنافس بين شراكتي “تمار” و”لفيتان” لتصدير الغاز إلى الأردن. يذكر أن أول صفقة غاز أبرمتها شراكة “لفيتان” كانت مع شركة جديدة أنشئت في أراضي السلطة الفلسطينية لانتاج الكهرباء.
وقد كشفت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية يوم أمس انطلاق عملية استدراج العروض لبيع الغاز لزبائن تجاريين في تركيا. وأشارت الصحيفة إلى أن شركات “ديلك”، وهي أكبر شريك إسرائيلي في حقل “لفيتان”، و”نوبل إنرجي” الأميركية، و”رتسيو” الإسرائيلية، نشرت في الأيام الأخيرة دعوة لاستدراج عروض لشراء الغاز الذي سيصل إلى تركيا عبر أنبوب بحجم سنوي يتراوح بين سبعة وعشرة مليارات متر مكعب.
وقد جرى توجيه الدعوة لمجموعات تجارية تركية ودولية معنية بشراء الغاز الإسرائيلي. وفي مطلع العام 2013 نشرت وسائل الإعلام التركية أن عدة مجموعات تركية معنية بشراء الغاز من حقل “لفيتان”، وبينها شركة “زورلو”، الناشطة حتى في قطاع محطات الكهرباء الخاصة في إسرائيل، وشركات مثل “Turcas” ،”CaliK” ،”Ege gas” و”Genel Enerji”. وأوضحت “غلوبس” أنه من صيغة الدعوة يتضح أن شراكة “لفيتان” لم تبلور بعد بشكل نهائي خصائص الصفقة الأساسية وبينها مدة الاتفاق، ملكية وتمويل إنشاء الانبوب البحري. وعلى هذه الخلفية تعتقد الصحيفة أن الدعوة في الجوهر هي محاولة جس نبض أولية من جانب الشركاء لتقدير وضع الأسواق.
وكانت تقديرات قد سرت في الماضي أشارت إلى أن تكلفة أنبوب الغاز إلى تركيا ستبلغ 2,5 مليارات دولار، وأن عائدات الاستثمار ستكون أسرع من عائدات الاستثمار في محطة تسييل غاز عائمة أو برية. وقد أكدت شراكة “لفيتان” أنها تعمل لفتح أسواق جديدة بغية تسريع تطوير حقل “لفيتان”.
وفي خلفية استدراج العروض تكمن المفاوضات الجارية بين شراكة “لفيتان” وشركة “وودسايد” النفطية الأسترالية الراغبة في شراء ربع امتياز “لفيتان”. وكانت المفاوضات قد تأخرت بسبب الغموض الذي يكتنف الموقف الرسمي الإسرائيلي من نسب تصدير الغاز والضرائب التي ستفرض على استخراجه.
وكانت “وودسايد” قد عرضت في البداية مبلغ 1,25 مليار دولار مقابل ربع الامتياز، إلا أن الشراكة تطالب الآن بمبلغ أكبر خصوصاً بعدما اكتشفت في الحقل كميات أكبر من التقدير الأولي. ومعروف أن ممثلي الشركة الأسترالية التقوا مع مسؤولين حكوميين إسرائيليين في وزارة الطاقة للوقوف على آخر التطورات القانونية في مسائل تصدير الغاز وأسعاره. وبحسب ما نشرت صحيفة “ذي ماركر” الاقتصادية رفض المسؤولون الإسرائيليون الالتزام بأي شيء في هذه المرحلة. ولهذا وبرغم حماس “وودسايد” لشراء الحصة في “لفيتان”، إلا أنها تتردد بسبب عدم وضوح الموقف الرسمي.
وكانت الصحف الإسرائيلية قد أشارت إلى نوع من التصادم بين شراكتي “تمار” و”لفيتان” حول تصدير الغاز إلى الأردن. ويعود الخلاف أساساً إلى نوع من الاختلاف في تركيبة الشركاء في الشراكتين، والتي لـ”ديلك” الإسرائيلية و”نوبل إنرجي” الأميركية، الحصة الأكبر فيهما. وفيما تطالب “ديلك” و”نوبل إنرجي” ببيع الغاز للأردن من “لفيتان”، تطالب شركتا “إسرامكو” و”ألون” الشريكتان فقط في حقل “تمار” بتصدير الغاز من “تمار”. وتنبع رغبة “ديلك” و”نوبل إنرجي” في بيع غاز “لفيتان” من رغبتهما في توفير أموال لتطوير الحقل من الآن لأنه لن يبدأ الضخ التجاري قبل حلول العام 2017، في حين أن حقل “تمار” بدأ فعلياً في الضخ، وهو يبيع غازه بشكل أساسي لشركة الكهرباء الإسرائيلية وشركات أخرى أصغر.