عربان الخليج والضياع عن العدو الحقيقي
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو ما بات يعرف بـ “مجلس التعاون الخليجي” في 25 أيار 1981، أي قبل الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، وهو مكوّن من ست دول أعضاء تطل على الخليج، وهي الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة قطر ودولة الكويت.
وبعد أحداث “الربيع العربي” أعلن أمين عام المجلس في العام 2011 عن ضم المملكة الأردنية الهاشمية.
في تشرين الثاني عام 1982، أي بعد الاجتياح الصهيوني للبنان، قرّر المجلس إنشاء قوات “درع الجزيرة”. وتتألف القوة التأسيسية من لواء مشاة يقدَّر بحوالي 5 آلاف جندي أغلبهم من السعودية.
عند الاطلاع على الأهداف السياسية والاستراتيجية للمجلس، يتبيّن أن أهدافه وُضعت بطريقة مرحلية؛ فقد واكب ودعم حرب العراق التي فُرضت على إيران، وبعدها واجه الاجتياح العراقي للكويت. وفي الإطار العربي “العمل بشكل جماعي لدعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودعم مسيرة السلام في الشرق الأوسط”.
إذاً، الهدف الاستراتيجي يتلخص بخطرين، الأول: من إيران، والثاني: النزاعات الداخلية في الدول أو بين الدول، ولا يشكل العدو الصهيوني أي خطر لهذا المجلس.
بالانتقال إلى مؤتمر هرتسيليا الصهيوني الأخير، والذي يُعقد مرة كل عام، وهو من أهم المؤتمرات التي تُعنى دون سواه بقياس “ميزان المناعة القوية”، اعتُبر أن “الإخوان المسلمين” لا يقدّمون عادة دعماً مباشراً وميدانياً للإرهاب، لكن الإيديولوجية التي يتبنونها من شأنها أن تبعث من جديد أعتى رؤوس الإرهاب، فيما غاب الملف الفلسطيني عن اهتمامات المؤتمر، مركّزاً على ثلاثة تحديات، الأول: الخطر الإيراني المتمثل في إصرار إيران على امتلاك القوة النووية، والثاني يتمثل في وجود صواريخ حزب الله والمقاومة الفلسطينية، والتحدي الثالث هو “التهديد السُّني” المتمثل بالإرهاب الجديد.
ولمواجهة هذه التحديات، دعا المؤتمر إلى البحث عن تحالفات جديدة، وتحديداً في دول الخليج، باعتبارها متضررة من المشروع النووي الإيراني اكثر من سواها. وهذا الأمر تُرجم قبل أيام من خلال لقاءات عربية – “إسرائيلية” في العاصمة الأردنية عمّان.
لذلك، ليس مستغرباً أن نجد من يحمل بعض الأفكار السياسية والعقائدية لدول الخليج يخرج من الأراضي الفلسطينية المحتلة ليفجّر نفسه في العراق أو سورية، أو كما حصل بالأمس القريب في باكستان والقطيف في السعودية، وهو مقتنع أنه يقتل العدو الأول وهم الشيعة حسب المناهج الدراسية الموجودة والتي تقول “إن الشيعة مشركون”، ومن ثم العدو الثاني ويتمثل بالسّنة المعتدلين والمؤيدين لحركات المقاومة ضد العدو الصهيوني في العالم العربي والاسلامي.
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين