عدنان منصور.. تشافيز.. وسياسيون آخرون
موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد شعيتو:
“حضرت خطابي بنفسي واخترت كل كلمة من الكلمات التي ألقيتها”.. عدنان منصور ..
لقد اختار منصور كلماته بعناية ومع سابق إصرار وتصميم ودخل اجتماع الوزراء العرب وحيداً بمواجهة الجميع فكان فعلا الرجل المناسب في المنصب المناسب وكان الرجل المناسب في المكان المناسب، أي الاجتماع العربي، حينما قال كلمة الحق بوجه “الانبطاحيين العرب” أمام الإملاءات الاميركية.
وقف وحده ليعلن حرصه على المنطقة وعلى لبنان واللبنانيين وينتقد القرارات العربية الخطيرة. فـ “كل ما نريده هو تحصين بلدنا في الداخل وتجنيبه مخاطر ما قد يجري في الخارج، وعلينا ألا ندفع الثمن غاليا في المستقبل، فكفانا حرباً طيلة خمسة عشر عاما”.
القرار الذي صدر في الجامعة يقول بالحل السياسي والسماح للدول بإدخال السلاح الى سوريا، فكيف هذا التناقض؟
أكد منصور انه ضد المفارقات و”اللعب على الكلام والمشاعر” فهناك عرب يلعبون على مشاعر وعقول الراي العام ويدّعون انهم مع حل سياسي ثم يشرّعون كل أنواع التسليح في سوريا، فكان موقفه صرخة حق مميزة.
عندما هوجم منصور من قبل قوى 14 آذار تذكرت تشافيز الذي رحل قبل ساعات من الموقف “المنصوري” الناصر للحق، فقد وقف تشافيز في طوال عهده أمام كل العالم وفي الأمم المتحدة وأمام المجتمع الدولي، غير آبه بالعواقب ولم يخشَ أحداً منهم فناوأ سياسات واشنطن الرعناء وناصر فلسطين والثائرين بوجهه الظام والاحتلال، وها هو يدخل التاريخ.
لكن للأسف ـ ليس الأسف عليه بل على العرب ـ لم ينعاه أحد من الرؤساء العرب، ولا حضر جنازته أحد منهم، لأنهم بعيدون عن صناعة التاريخ ولأنهم يخشون سطوة واشنطن وسوط واشنطن. وهكذا هوجم موقف منصور في الجامعة العربية وهوجم بعد الاجتماع من 14 اذار عندما ثار على عربان التبعية ولم يخشَ أن يقول موقفاً للتاريخ، بل موقفاً أدخله التاريخ، ليصبح نموذجاً مشابهاً لتشافيز ..
لقد هوجم لأنه يناقض مخططات غربية ـ عربية بل مخططات يسير فيها أطراف لبنانيون، اذاً كل من هاجمه من السياسيين اللبنانيين كشف أنه سائر في مخطط تخريب سوريا ولا يريد أن ينتقد أحد هذا المخطط..
نقول لك: يا عدنان منصور سر في طريق الحق ولا تخشَ لومة لائم.. وكن كنجاد ونصر الله وغيرهم ممن دخل التاريخ!