"عاصفة من الضحك" على "عاصفة طويل العمر"
موقع شفقنا ـ
نبيل لطيف:
تمخض الجبل فولد فأرا، فبعد سبعة اشهر من “عاصفة الحزم” السعودية ضد الشعب اليمني، لم يجد التحالف الطويل العريض الذي يقوده طويل العمر “سلمان الحزم” وابنه محمد وابن اخيه نايف، سوى الاستعانة بمرتزقة كولومبيين، لهم سوابق في تجارة الكوكائين، للقتال في صفوف جيوش التحالف السعودي، العربي الاسلامي، لاعادة الرئيس اليمني المستقيل والهارب دوما عبد ربه منصور هادي الى اليمن.
يبدو ان “النكسة” التي مني بها الوضع العربي هذه الايام، في ظل اختطاف القرار العربي، من قبل المحميات الامريكية والبريطانية في المنطقة، كالسعودية وقطر والامارات، مترشحة الى ان تتحول الى “كارثة”، بكل ما للكلمة من معنى، لو لم يتم “تحرير” القرار العربي، من مختطفيه واعادته الى اصحابه.
لما كان المنطق الحاكم على المحميات الامريكية والبريطانية في منطقتنا، منطق قبلي وبدوي، فلا نقاش فيما يتخذه شيخ القبيلة من قرارات، وعلى ابناء القبيلة السمع والطاعة، حتى لو خرجت هذه القرارات عن كل ما مألوف، مادام الشيخ بيده “رزق” افراد القبيلة.
من هذه القرارات الشاذة والغريبة، يمكن الاشارة الى الاجراء الشجاع! والحكيم! الذي اتخذه “الحليف العربي الاسلامي القوي” !! في التحالف السعودي لاعادة عبد ربه منصور هادي الى عدن وليس صنعاء، وهو دولة الامارات العربية، التي تعتبر من المحميات الخليجية المشاركة في اختطاف القرار العربي في هذا الزمن النكد، بعد تنسيق وتفاهم مع الشقيقة الكبرى، مملكة ال سعود، حيث استأجرت الامارات، وفقا لماذكرته صحيفة “تايمز” البريطانية، 2000 مرتزق من كولومبيا وقامت بنشرهم في الخطوط الأمامية في القتال في اليمن، تحت راية “خادم الحرمين طويل العمر سلمان الحزم” ضد الشعب اليمني.
يبدو ان استئجار الإمارات لمرتزقة كولومبيين، جاء للدفاع عن الجنود الاماراتيين !! وليس عن عدن، خاصة بعد الهجمات التي تعرض لها الجنود الاماراتيون على يد ابناء اليمن، واسفرت عن مقتل العشرات منهم ومن بينهم الابن الأكبر لحاكم امارة دبي راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، في منطقة صافر جنوبي محافظة مأرب والتي تعرضت في الرابع من الشهر الجاري الى قصف صاروخي قتل فيه اكثر من 45 جنديا إماراتيا.
ان استعانة جيوش درع الجزيرة بالاضافة الى جيوش الاردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان، بالمرتزقة من كولومبيا، وان كان كل من يشارك السعودية في عدوانها الظالم ضد الشعب اليمني هو مرتزق بامتياز وان برر فعلته بدوافع قومية وطائفية، يبين مدى الورطة التي وقع فيها “سلمان الحزم” وشيوخ الامارات، الذي ارادوا ان يلعبوا ولو لمرة واحدة لعبة الكبار، فاذا بهم يتحولون الى اضحوكة حتى للصغار.
ان الاستعانة بالمرتزقة من قبل التحالف السعودي، هو اعتراف غير معلن بالهزيمة العسكرية في اليمن، وفضحية كبرى للانظمة الخليجية الرجعية، التي اساءت الى ماضي وحاضر ومستقبل الشعوب العربية، فهذه الانظمة وعلى راسها السعودية وقطر والامارات، كانت تعتقد ان بامكانها ان تملأ فراغ الدول العربية المؤثرة، فاذا بها مجتمعة، بالاضافة الى تجنيدها عشرات الالاف من المرتزقة والعصابات التكفيرية وعلى راسها “داعش” الوهابية و “القاعدة” الوهابية، عاجزة عن فرض شخصية هزيلة عميلة مثل المدعو عبدربه منصور هادي، على الشعب اليمني الابي.
اخيرا نسأل، كيف يمكن ان يرضى المدعو منصور هادي ان يعود الى بلاده على اكتاف مرتزقة كولومبيين، استأجرتهم الامارات والسعودية لتنفيذ مهمة “تثبيت شرعيته”؟!، ترى هل يرضى الشعب اليمني برئيس تفرضه عليه عصابات من المرتزقة الكولومبيين؟، ترى كيف سيبرر”سلمان الحزم” وشيوخ الامارات، لشعوبهم فضيحة الاستعانة بالمرتزقة، في عدوانهم على الشعب اليمني، الذي اذلهم ومرغ انوفهم بالتراب؟، الا يثير تواجد هؤلاء المرتزقة الكولومبيين، ضمن تحالف “طويل العمر سلمان”، “عاصفة من الضحك” على “عاصفة الحزم”؟