عاصفة شديدة تضرب أوروبا
أدت أول عاصفة كبيرة تهب على شمال أوروبا هذا الموسم إلى مقتل عشرة أشخاص وحرمان أكثر من 340 ألف منزل من التيار الكهربائي.
وتعرضت بريطانيا، أمس، لأعنف عاصفة منذ خمس سنوات تسببت بمقتل أربعة أشخاص، على الأقل، وتعطل كبير في حركة النقل وانقطاع للكهرباء. وأدت هذه العاصفة أيضا إلى مقتل شخص في فرنسا وثلاثة في ألمانيا وواحد في كل من الدنمارك وهولندا.
وغادرت العاصفة «كريستيان»، التي أطلقت عليها وسائل الإعلام البريطانية اسم «القديس جود» شفيع القضايا اليائسة، المملكة المتحدة قبيل ظهر أمس متوجهة إلى هولندا والدنمارك وشمال ألمانيا.
وحرمت نحو 270 ألف عائلة من الكهرباء في بريطانيا و75 ألفا في فرنسا، خصوصا بسبب سقوط أشجار، وتوقفت «محطة دونغينس بي باور» النووية لبضع ساعات من باب الاحتياط. وفي لندن تحطمت نافذتان لقصر باكينغهام، إلا اأن الملكة اليزابيت لم تكن فيه وقت العاصفة.
وفضلا عن الخسائر المادية في السيارات وسطوح المنازل التي سحقتها الاشجار، أضرت العاصفة خصوصا بوسائل النقل اذ الغيت معظم رحلات القطارات، صباح أمس، في أوقات الازدحام في جنوب بريطانيا. وعلق آلاف الأشخاص المتوجهين الى عملهم في محطات القطار بسبب الرياح العاتية التي بدأت تهب على جنوب بريطانيا ليلا وبلغت لندن صباحا. واستؤنفت حركة القطارات تدريجيا لكنها لم تعد إلى طبيعتها طوال اليوم وطلب من الركاب تأجيل سفرهم.
وفي «مطار هيثرو» اللندني ألغيت 130 رحلة جوية، أي نسبة عشرة في المئة من الرحلات اليومية. وأثرت العاصفة أيضا في حجم التعامل في البورصة بسبب تغيب الكثير من العاملين الذين لم يتمكنوا من الوصول.
وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية «ميت اوفيس» إنذارا احمر، أي الحد الأقصى، في جنوب البلاد ودعت السكان إلى إرجاء تنقلاتهم حتى يمر الجزء الأكبر من العاصفة.
وقال بول دايفس، وهو الاختصاصي في الرصد الجوي، ان «العاصفة التي نتعرض لها حاليا غير عادية لأننا لم نر عاصفة بهذا العنف منذ خمس سنوات لكنها ليست استثنائية».
وفي فرنسا هبت الرياح بسرعة 147 كيلومتراً في الساعة على «كاب غري – ني»، وفق جهاز الأرصاد الجوية الفرنسي، الذي ألغى عند الظهر حالة التأهب في ثلاثة أقاليم هي الشمال وبا دو كاليه ولا سوم.