ظاهرة النينو تعود: صيف حارّ مبكر في النصف الشمالي من الأرض.. وجفاف في الشرق الأوسط
حذر المركز الأميركي للأرصاد الجوية من أن ظاهرة النينو المناخية قد تحدث قريباً أثناء فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وتزيد ظاهرة النينو – وهي كلمة إسبانية تعني ولد – من ارتفاع درجة حرارة سطح البحر وتحدث ما بين كل أربعة أعوام الى 12 عاماً.
وقال المركز إن الأحوال العادية للظاهرة ستستمر على الأرجح حتى فصل الربيع لكن توجد فرصة نسبتها 50 في المئة لتغير الأحوال المناخية أثناء فصل الصيف أو الخريف. ويتسق تنبؤ المركز مع توقعات خبراء أرصاد عالميين آخرين باحتمال عودة ظاهرة النينو هذا العام. وحدوث موجة الجفاف بسبب ظاهرة النينو في جنوب شرق آسيا واستراليا قد يكون مدمراً لأنها تنتج بعضاً من المواد الغذائية الأساسية في العالم مثل قصب السكر والحبوب.
وقال فيليب فيدا خبير الأرصاد إن آخر مرة اجتاحت فيها ظاهرة النينو العالم كانت في صيف عام 2009 وانخفضت معها درجات الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وضربت النينو بشكل أكثر حدة عام 1998 عندما أدت الأحوال المناخية النادرة إلى مقتل أكثر من ألفي شخص والى خسائر بمليارات الدولارات في المحاصيل والبنية الأساسية والمناجم في استراليا وأجزاء من آسيا.
وفي السياق نفسه، يلفت خبراء في علم المناخ ومسؤولون الى أن السلطات المسؤولة عن المياه والزراعة إضافة إلى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة بدأت إعداد خطط للإعلان رسميا عن حالة جفاف في الشرق الأوسط تمتد حتى المغرب وجنوبا حتى اليمن.
ويؤكد خبراء بالأمم المتحدة ومتخصصون في علم المناخ أن أجف شتاء تشهده منطقة الشرق الأوسط في بضعة عقود ربما ينذر بإرتفاع أسعار الغذاء العالمية مع نفاد المحاصيل المحلية وتأزم سبل العيش للمزارعين.
وبدرجات متفاوتة أصاب الجفاف نحو ثلثي الأرض الصالحة للزراعة والمحدودة أصلا في سوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية والعراق.
وأضر الجفاف بالفعل بمحاصيل الحبوب في مناطق في سوريا وبدرجة أقل العراق. وبعض الدول المتضررة من الجفاف هي بالفعل من كبار مشتري الحبوب من الأسواق العالمية.
ويظهر مؤشر المطر أن المنطقة لم تشهد نقصا في مياه الأمطار على هذا النحو منذ عام 1970 على الأقل.
المصدر: رويترز