طواقم مشتركة برعاية أمريكية منشغلة في توحيد العصابات المتناحرة في سورية
تنشغل الدول المتآمرة على سوريا، والراعية للعصابات الارهابية التي تستمر في سفك دماء أبناء الشعب السوري في عملية توحيد صفوف تلك العصابات وبشكل خاص “التشكيلات الاسلامية” التي تنضوي تحت تنظيم القاعدة وتقترب الى حد كبير من فكر واسلوب هذا التنظيم الارهابي في تنفيذ العمليات الاجرامية البشعة على الاراضي السورية، وتستخدم هذه الدول كل الوسائل والأساليب والاغراءات لتحقيق هذا الهدف.
وتقول دوائر واسعة الاطلاع لـصحيفة المنــار نقلا عن تقارير استخبارية أنه بعد أكثر من عامين وسبعة أشهر على بداية الأزمة السورية لم يعد هناك في سورية ما يمكن وصفه أو يطلق عليه الجيش السوري الحر، الذي سعت الولايات المتحدة وحلفاءها وأدواتها لجعله البديل عن الجيش العربي السوري والقوة العسكرية الرئيسية للارهابيين في مواجهة الدولة السورية وقيادتها، هذا التيار لم يعد موجودا في ظل العصابات الاسلامية الوهابية التكفيرية التي تتلقى الاسلحة المتطورة لمواصلة اجرامها وفظائعها، من جهات سهلت عملية نشوء هذه العصابات ومدتها بكل ما تحتاجه لتكون أذرعها الطويلة في الساحة السورية، وباتت العصابات التكفيرية القوة الارهابية الرئيسة على الارض السورية، ورغم تسمياتها المختلفة الا أنها في الحقيقة تسير على نفس خطى القاعدة، وبل أصبحت جزءا من هذا التنظيم الارهابي كالدولة الاسلامية في العراق وسوريا وجبهة النصرة وجيش الاسلام والعديد من المجموعات والتسميات الاخرى لتلك التشكيلات.
وتضيف الدوائر أن أطراف التآمر لها هدف واحد في هذه المرحلة وهو توحيد العصابات المتناحرة في اطار واحد يحقق انجازات ميدانية ووقف الاقتتال فيما بينها حيث الرابح الوحيد من استمراره هو الرئيس بشار الاسد، وتؤكد الدوائر أن الجهات المتآمرة على سوريا كلفت طواقم للعمل في أوساط تلك العصابات الارهابية من أجل الوصول الى تفاهمات مع قياداتها تمنع استمرار القتال فيما بينها، ووضع قوانين وقواعد لاقتسام الغنائم، وتعزيز تعاونها الارهابي لمواجهة الجيش العربي السوري.
وكشفت الدوائر أن قرار تشكيل الطواقم المذكورة اتخذ في لقاءات استخبارية مكثفة للدول المشاركة في المؤامرة على سوريا والداعمة للارهاب بالاقوال والسلاح والاغراءات وطرح التعهدات بمواصلة هذا الدعم الاجرامي لاستخدام الاطر الاسلامية التكفيرية في تنفيذ ما ترغب به داخل الاراضي السورية، وأضافت الدوائر أن لقاءات عقدت بين قيادات هذه العصابات برعاية الطواقم المشتركة للدول المشاركة في المؤامرة على سوريا، وبعض هذه اللقاءات عقدت على الحدود الجنوبية لسوريا، ولقاءات أخرى استضافتها تركيا على الحدود الشمالية، وتعتبر تركيا على علاقة بالعديد من العصابات التكفيرية التي تعمل تحت أسماء مشابهة لأسماء ومجموعات مسلحة تعمل تحت نفس الاسم في مناطق أخرى بسوريا، ولكن، لا علاقة بين المجموعتين الا في تشابه الاسماء، فالمجموعات التي تنشط في المناطق الشمالية مدعومة من الاستخبارات التركية وتستخدمها في ضرب المناطق الكردية داخل سوريا ، فتركيا تعتبر حاضنة لهذه العصابات الارهابية، وهذا مثال توضيحي حول تلك العصابات ، بمعنى أن كل مجموعة مسلحة سواء حملت اسم جيش الاسلام أو جبهة النصرة أو الدولة الاسلامية في سوريا والعراق في أغلب الأحيان ليست هناك علاقة حقيقية بينها وبين الاسماء المشابهة لها في مناطق سورية مختلفة.
وترى الدوائر أن مفتاح التماسك بين هذه العصابات الارهابية هو بالطبع الدعم المالي الذي تحصل عليه قيادات تلك المجموعات، وتتمنى المنظومة المتآمرة على سوريا وشعبها أن تنجح الطواقم المشتركة التي بدأت نشاطها لتحقيق توحيد الصف في العصابات المسلحة ضد الدولة السورية، وهناك أهداف مستقبلية لتلك الجهات الراغبة في تشكيل أطر مسلحة قوية موحدة، ولكل دولة من المنظومة المتآمرة على الشعب السوري مصلحة وفائدة في أن تخترق هذا التنظيم الارهابي أو ذاك، وبالتالي، تحاول تركيا مثلا فتح أبواب تدفق السلاح والمرتزقة لهذا التنظيم الاجرامي، وتمنع هذه التسهيلات عن تنظيمات أخرى.
المصدر: صحيفة المنار الصادرة في فلسطين عام 1948