طفيليات في منظومة التخريب والعلاج المطلوب
موقع قناة المنار-
يونس عوده:
يبدو ان سيناريو تخريب لبنان , ودفعه الى الانزلاق للمكان الاخطر على الاطلاق ,يسير فق تنظيم مبرمج , يلعب الاعلام والدعاية فيه حاليا دور رأس الجسر , تمهيدا للحظة التي يرى فيها مدبرو الخراب , ان الامور نضجت , لتحديد ساعة الصفر في التفجير.
وفي السياق التمهيدي النفسي , من اجل السيطرة على العقول لادارتها حقا , جرى وفق المتابعة , تخصيص برامج تلفزيونية متنوعة من “التوك شو” السياسي , الى الجدل الاجتماعي , وصولا الى التحريض المباشر عبر مقدمات اخبارية , او افتعال اخبار لا اساس لها اصلا , لاستدراج ردود عبر اسئلة افتراضية.مع تنشيط وسائل التواصل الاجتماعي لتبني على الباطل اهرامات من الاكاذيب والاخطار.
من اخطر ما يجري , الاتيان باشخاص , لم يكونوا في تاريخهم , -اذا كان لبعضهم تاريخ-الا نكرات على المستوى السياسي , على طريقة” التاجر المفلس يفتش في دفاتره العتيقة”, والسؤال المركزي الخطير في تلك البرامج ,عبارة عن مقارنة بين من قاتل واستشهد في سبيل الوطن وعزته , وبين من خان الوطن وارتضى ان يكون دمية متفجرة ,, في يد المحتل .
ليس من يرتضي القيام بتلك المهمة في الاعداد والتقديم واختيار “الضيوف”,افضل من صنف الضيف , وان غلف التقديم والنشر برداء حرية الرأي ,لنكرات من سلالة طالما نفذت اهواء الغرب الراعي للكيان الاسرائيلي منذ انشائه, مرورا بحلف بغداد السيئ الصيت والعمل والسمعة ,في اواخر خمسنيات القرن الماضي , واستدعاء الاسطول السادس الاميركي للاستقواء على ابناء جلدتهم – المفترضة – لغايات اقصاها كرسي لن تدوم عبر الهيمنة المطلقة على السلطة ,وصولا الى نشر بذور الحرب الاهلية قبيل العام 1975 , والاستعانة بعدو لبنان ,وفتح الطريق امامه لاحتلال عاصمة لبنان بيروت .
ان ما يجري في هذه المرحلة , مع دعوات تستظل تشخيصا تشويهيا , ابعادها الحقيقية ادخال لبنان في اتون نار لهيبها, العن باضعاف مما نحن فيه , لا يبدو ان القائمين على تنفيذها حاليا قد اتعظوا مما سبق من تجارب دامية ومؤلمة , لكنه في الوقت نفسه , يؤشر الى التقاسم الوظيفي , او التوزيع الوظيفي من الرأس المدبر لشلة تعمل في السياسة واخرى في الاعلام , وثالثة في الاقتصاد , ورابعة في استنباط اساليب ترسي ثقافة التجهيل عن القضايا الحقيقية التي يجب ان يتصدى لها اللبنانيون .
ليس من البراءة في شيئ ان يُخير “الضيف”الذي وقعت عليه المشاركة , في ان يختار التأييد بين ميليشيا انشأها العدو – ميليشيا سعد حداد ومن بعده انطوان لحد- تلك الميليشيا التي ارتكبت فظاعات غير مسبوقة بحق اللبنانيين تماما مثل الجماعات الارهابية ,وبين تأييد المقاومة التي انجزت بدماء ابنائها تحريرا غير مسبوق ان كان في الاداء , اوالبناء الوطني مع اثبات لا يرد جوهره, أن عامل القوة العسكرية أهم من قوة اللغة الدبلوماسية.ومن القرارات الدولية والمفاوضات.
ان يختار مشلولو الذاكرة ما يريدون , ليس في الامر اي استهجان , اما ان يفاخر الادعياء بتأييد عصابات العملاء , فليس في الامر ان , وانما هي خيانة موصوفة , من ضمن مهام المروجين لها في توهين الارادة الوطنية ,وهذا امر يفرض على القضاء , كما على الجهات الاعلامية الرسمية والنقابية,ان يكون لها موقف واضح من ضمن واجبات صيانة الوحدة الوطنية .او انها تكون من ضمن مجموعات الانتظار , اذا لم يكن التواطؤ والجبن هو الخيار.
من الطبيعي ان الشلل الحكومي والسياسي والاداري, والانهيار الاقتصادي والمالي, مضافا الى ذلك التدمير الثقافي الممنهج ,يفسح في المجال لاعادة انبات الطفيليات السامة,تماما كما تنبت الطفيليات على جذوع الاشجار المثمرة , والتصدي لتلك الطفيليات ومعالجتها مبكرا , تكون الاضرار اقل. .