“طاولة بري الحوارية”: تقطيع للوقت.. أم بداية للتسوية؟
وكالة أنباء آسيا:
في ظل التعقيدات التي تسيطر على العلاقات بين الأفرقاء السياسيين إن لجهة تشكيل حكومة جديدة أو انتخاب رئيس للجمهورية، بدأ رئيس مجلس النواب نبيه بري التحضير لوضع اللمسات الأخيرة لطاولة الحوار في مقر الرئاسة الثانية على أن يوجّه الدعوات لرؤساء الكتل النيابية لا لرؤساء أحزابهم ليلتقوا حول طاولة حوارية عنوانها الاساسي انتخاب رئيس للجمهورية من دون الخوض في أي مواضيع أخرى.
دعوة الرئيس بري الى الحوار جاءت بعدما بات مقتنعا بأن لا طائل من الجلسات الانتخابية في ظل التموضعات النيابية الراهنة، وبأن بات من الأفضل ان يدعو الى حوار بين الكتل السياسية لمحاولة التوافق على اسم مرشح رئاسي.
ولهذه الغاية، بدأ الرئيس بري في استمزاج أراء الكتل النيابية لم يتلقَّ أيّ اعتراض من أيّ كتلة بل سمع كلاماً إيجابياً من أكثر من جهة، مشدداً على “ان التوافق يبقى الاساس ومن دونه سنبقى ندور في الدوامة ذاتها”.
التسوية السياسية وتوافق المتحلقين حول الطاولة الحوارية، إن عُقدت، لن تكون بهذه السهولة بحسب ما أكدت مصادر سياسية لوكالة انباء اسيا، مشيرة الى ان النقاش والانقسام سينتقل من البرلمان وجلسات انتخاب الرئيس الى طاولة الحوار، فكلّ كتلة بحسب المصادر ستنقل إلى “طاولة بري” طروحاتها ومواصفات الرئيس التي تجدها مناسبة بالنسبة إليها، أيّ أنّ النقاش سيبقى على حاله واختلافاته.
اما عن الهدف من الدعوة للحوار، فرأت المصادر ان الهدف الاساسي هو البحث عن أسماء وسطيّة، لا تشكل استفزازاً لأحد، للخروج من المراوحة السياسيّة، وانتخاب رئيسٍ وسطيٍّ من خارج الإصطفافات السياسيّة.
وفي هذا السيّاق، رأت اوساط سياسية أنّه نتيجة الحوار سيتمّ إقصاء كل من ميشال معوّض، رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة، في حال كانت هناك نيّة فعليّة لدى الجميع للتوافق، فالأخير يلقى معارضة مسيحيّة، فيما يحظى بدعم من كتل نيابيّة، من كلا فريقيّ الثامن و14 آذار، وتبقى حظوظه أكبر بحسب المراقبين، إنّ كانت التسويّة تشمل نواب “الثنائيّ الشيعيّ” وكتلة “الإعتدال الوطنيّ” وبعض المستقلين.
في المقابل، اعتبرت مصادر مطلعة ان الحوار ليس سوى تقطيع للوقت لحين نضوج التسوية الخارجية على اسم الرئيس.
وعلى الرغم من شبه الإجماع حول طرح الرئيس برّي بشأن الحوار، إلا أنّ هناك أطرافاً تُعارض الدخول في تسويّة مع حزب ال له و”التيّار الوطنيّ الحرّ”، واعتبرت أنّ أيّ تفاهم جديد معهما، هو عبارة للتجديد لما جرى خلال السنوات الستّ الماضيّة.
كما ان بعض الاطراف المعارِضة طلبت معرفة جدول اعمال هذا الحوار واهدافه، قبل تحديد موقفها النهائي منه، ولكن اللافت للانتباه بحسب مصادر سياسية هو ترحيب التيار الوطني الحر على لسان رئيسه النائب جبران باسيل بالحوار، حيث اشار عقب اجتماع تكتل “لبنان القوي” الى ان اي دعوة حوارية من الخارج او من الداخل كدعوة رئيس المجلس النيابي نتعاطى معها من حيث المبدأ بإيجابية.