ضاحية الله الجنوبية …
موقع إنباء الأخباري ـ
حسن ديب:
هنا ضاحية الله الجنوبية ، هنا أرض الحسين (ع) ودمع زينب (ع) وعاصمة كربلاء، هنا حيث لا زالت كفوف العباس (ع) تمسح الحزن عن وجه الثكالى وتروي قلوب العطاشى، هنا الضاحية ، هنا أرض العطاء وأهل الوفاء، وهنا كتبنا على جبين الدهر بأن كل يوم ٍ عاشوراء، وأن كل ما فينا هو من هذه الأمة وكل ما فينا هو لهذه الأمة، فكما في عاشوراء الحسين (ع) كنا ولم نزل ـ كلما فُرض علينا أن نكون قرباناً على مذبح الوطن ـ نهتف بإيماننا المطلق” أرضيت يا الله، أرضيت يا الله، أرضيت يا الله، اللهم خذ منا حتى ترضى، خذ منا فهنا ضاحية الله الجنوبية…
هنا حيث تربينا على اسم الله، وبسم الله، وهنا الأرض التي أقسمنا عليها بدمائنا، هنا تاريخ سعادة ومدرسة الإمام الصدر والسيد عباس والشيخ راغب، هنا المكان الذي هتفنا فيه ولا زلنا على هتافنا لبيك يا حفيد الأنبياء لبيك يا سيد المقاومين الشرفاء.
هنا ضاحية الله الجنوبية، صوت الحق وخزان المقاومة، قلب بعلبك وروح الجنوب وضمير بيروت، هنا أرض بلال فحص وسناء محيدلي وهادي نصر الله، ومن هنا تخرج مهدي ياغي وذوالفقار عز الدين ومحمد عواد.
هنا ضاحية الله وضاحيتنا، حيث لا مكان لكم أنتم يا من تعاملتم على مقاومتنا وما زلتم، يا من تاجرتم ببلادنا وما زلتم، نحن لا نحفظ الأسماء والحكام إذ ترحل ولكننا نحفظ الأسماء والأفعال جيداً، واسألوا عنا إن كنتم لا تعلمون، ولكنكم تعلمون ، وتعرفون حق المعرفة بأننا أهل حرب وقتال وبأن الله كتب لنا النصر في كل ساح وأنه عز وجل أوصانا بأن لا نترك السلاح، ولأنكم تعلمون كل هذا وتدركوا بأنكم لستم لنا بمكان الند الند ونحن أهل الحق وأنتم أهل الباطل، لهذا أردتموها حرباً من نوع آخر، حرباً لا يخوضها إلا كل جبانٍ حقير، ولا يدخلها إلا كل من يخشى من مواجهة الرجال الرجال، فلجأتم الى السيارات المفخخة، هذه السيارات التي تحمل لوحات بندرية والتي دُفع ثمنها من مال مرخاني وسُهل تنقلها في لبنان بغطاء جعجعي السحنة سنيوري اللهجة فتفتي التوجه ريفي المنحى.
هكذا أنتم، عملاء الظل والعلن، طُحنتم في القصير وفي صدد وباب هود، وهُزمتم تحت أقدام المجاهدين عند مقام زينب (ع)، فوسوس لكم شيطانكم ( أم انكم وسوستم لشيطانكم ) بأن تضربوا في الضاحية، علّكم تنالون من ما حُرمتم منه في سوريا .
ولكنكم خسئتم ، وخسئت كل شياطينكم وتبّت كل أيديكم ، وهُزمت كل مشاريعكم الفتنوية الدموية واندحرت عند أبواب الضاحية.
هنا ضاحية الله الجنوبية…
أتسمعنا فخامتكم…
أتسمعنا وأنت الذي ما زلت تطالبنا بالإعتذار من آل مرخان على كلمة حق قالها نيابة عنا سيد المقاومة…
أتسمعنا فخامتكم…
أعتقد بأنك تسمعنا، وتهابنا، وتخافنا، وبأنك تدرك بأن ما سيأتي بعد الصمت الكبير ما هو إلا فعل كبير سيغيّر وجه التاريخ ويغيّر وجه لبنان من لبنان الضعيف الذي اردتموه الى لبنان القوي الذي نريد…
أتسمعنا فخامتكم، أنا متأكد بأنك تسمعنا، ويؤرقك ما تسمع منا من هتاف للحياة وأنتم أصحاب فلسفة الموت، تسمعنا وتكاد تقتلك الدهشة منا في كل مرة نهتف بها لبيك يا نصر الله ونحن نكرّم شهيداً لنا ارتفع هنا أو جريحاً لنا أصيب هناك. تسمعنا وتسمع فينا ولاءنا لله والأرض والإنسان.
تسمعنا وتدرك عجزك عن هزيمتنا وأنت الملوّح بحكومة أمر واقع لن تصل بك إلا إلى واقع مرير وهو أن لبنان لا يحيا بالتخاذل والهوان بل يحيا بالمقاومة والكرامة.
أتسمعنا فخامتكم، ودولتكم، وسلطتكم…
أتسمعنا أجهزتكم الأمنية المرهونة لسلطة آل مرخان .
هو تاريخ جديد قد بدأ، فاليوم يوم أخر، فأعيدوا حساباتكم جيداً ولا تقربوا ناراً أنتم أول من سيطاله لهبها، لا تُدخلوا لبنان في أتون لعبة الموت فلا مكان للموت في مفهومنا وعقيدتنا، فإن عقيدتنا هي عقيدة جهاد ومفهومنا هو مفهوم حياة.
هي فرصتكم الأخير يا سادة بني دولة، فرصتكم الأخيرة للهروب من فخ الصهيونية الإسلامية الذي نسجته لكم اليد المرخانية، فلا تقعوا في فخ أنتم ولبنان في غنىً عنه.
فلا لبنان يحتمل حرباً جديدة، ولا أنتم أهل حرب لمواجهتنا.
هو يوم جديد، واليوم سنقولها كما كل يوم، نحن أهل البندقية، ويدنا دوماً على الزناد ولن نتأخر أبداً اذا ما نودينا لمواجهة يهود الداخل كما واجهنا يهود الخارج، ولن نتأخر عن تلبية نداء سيد المقاومة إذا ما قال لبيك يا وطني، بل سيجدنا دائماً بين يديه رجالاً من الله يحاربون بين يدي نصر الله، فلا ترفضوا اليد الشريفة التي لا زالت ممدودة لكم حتى هذه اللحظة ولا تصموا آذانكم عن صوته صوت الحق الذي لطالما ناداكم لحماية لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته.
هي فرصة أخيرة ومنحنى خطير في حياة الوطن، وهما خياران إثنان لا ثالث لهما، فإما المقاومة وإما العمالة، فلا تختاروا الثانية وتجعلوا البندقية حكماً بيننا وبينكم، فالتاريخ يشهد بأننا ما خضنا حرباً الا وانتصرنا، والتاريخ يشهد بأننا ما دخلنا معركة وتراجعنا عنها، فلا تجبرونا على ما لا نريده بكم، لقد تحملنا منكم ما لم يتحمله أحد، تطاولتم علينا فسكتنا واعتبرتم سكوتنا ضعفاً وما أغبى اعتقادكم، تعاونتم على قتلنا فرضينا بفعلكم كي نحقن الدماء فاعتبرتم اننا أهل خوف وما أغبى عقولكم، وها أنتم اليوم تعتبرون صمتنا ضعفاً عن الرد على اليد البندرية المرخانية التي تستبيح دماء أهلنا وما أغبى اعتباركم…
فوالله والله، ما أسكتنا الا حب الوطن وما أسكتنا إلا مصلحة الوطن وما أقعدنا عن الرد إلا سيد الوطن…
أتسمعنا سياستكم…
أخرجوا من هذه السياسة الغبية، فحربنا اليوم هي حرب رجال الله ضد الصهيونية الاسلامية المتمثلة بآل مرخان، فلا تكونوا معهم علينا فلنا لبناننا ولهم صهيونيتهم، أخرجوا من غرائزكم وعودوا الى حضن الوطن ومقاومته، هذه المقاومة التي ما خرجت منكم يوماً، هذه المقاومة التي قالت كلمتها وتقولها حتى قيام الساعة: نحن فداء للبنان.
أخرجوا من سياستكم الغبية ولا تمكّنوا صغار النفوس منكم.
أتسمعنا سياستكم …
هي فرصة أخيرة لكم للعودة الى طريق الحق، فلا تذهبوا بلبنان الى ما هو ابعد من امكانية العودة…
هي الفرصة الأخيرة لحياة الوطن، هدية تقدمها لكم ضاحية الله الجنوبية، هدية تزينها دماء الشهداء الذين ارتضوا أن يكونوا شهداء الحياة لأجل قيامة لبنان…
هنا ضاحية الله الجنوبية…
هنا حيث آمنا بأننا قوم نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونحب الموت متى كان الموت طريقنا للحياة، هي فرصة الحياة من تحت ركام الموت فلا تفوتوها عليكم واقتدوا بالضاحية واعلموا أن الله قد مَن على لبنان وأخصه بأن زرع فيه بقية من روحه فكانت هي الحق وكانت ضاحية الله الجنوبية، واليوم وفي كل يوم والآن وفي كل آن سيبقى لحن الشهادة فينا يهتف ألف تحية وتحية ، لضاحية الله الجنوبية …