صيد ثمين للجيش: اعتقال زوجة البغدادي
إطارات أشعلها ذوو العسكريين المخطوفين لقطع الطريق أمام مسجد محمد الأمين (بلال قبلان)
صحيفة السفير اللبنانية:
أصابت تهديدات «النصرة» بإعدام العسكري الأسير علي البزال كل بيت لبناني. صورة علي البزال هي صورة كل شاب لبناني انخرط في مؤسسة عسكرية أو أمنية من أجل أن يخدم بلده بأغلى ما عنده.
وفي خطوة نوعية، علمت «السفير» أن مخابرات الجيش اللبناني، وبالتنسيق مع أجهزة استخبارية أجنبية، نجحت في توجيه ضربة استباقية لتنظيم «داعش» من خلال إلقاء القبض على إحدى زوجات قائده أبو بكر البغدادي، عند أحد المعابر الحدودية، حيث كانت تتنقل بهوية مزورة برفقة أحد أبنائها. وقد اقتيدت إلى مقر وزارة الدفاع في اليرزة حيث تتواصل التحقيقات معها هناك.
وقد تكتمت المؤسسة العسكرية طوال الأيام الماضية على هذا الإنجاز الأمني الكبير الذي استوجب إجراءات استباقية في مناطق ونقاط عسكرية عدة.
وكانت «جبهة النصرة» قد هددت بإعدام العسكري علي البزال عند العاشرة من ليل أمس إذا لم تستجب السلطات اللبنانية لمطالبها المتمثلة بالإفراج عن خمسة موقوفين من سجن روميه بينهم جمانة حميد والشيخ جمال دفتردار وعماد جمعة والشيخ عمر الأطرش.
واللافت للانتباه أن أربع قنوات رسمية كانت تتابع القضية، ليل أمس، من دون أدنى تنسيق في ما بينها، وقال مرجع معني لـ«السفير»: لو قبلنا بالمعالجة على طريقة «النصرة» وبعض المسؤولين، لكان علينا أن نفرج كل يوم عن خمسة موقوفين خطيرين من سجن روميه مقابل كل عسكري يفرج عنه، فتكون الحصيلة إطلاق سراح 130 إرهابيا من روميه.
وأوضح المرجع نفسه أن الحكومة اتخذت قرارا بالتفاوض والمقايضة لكن ليس بالمفرق بل بالجملة، ولكن يبدو أن هناك من يشجع الخاطفين على هذا النوع من المعالجة، مستفيدا من مناخ الإرباك الرسمي وتعدد المرجعيات التي تفاوض.
ودعا المرجع إلى استدراك الموقف قبل فوات الأوان وقال: «لا بد للدولة من أن تستجمع عناصر قوتها بدل التفريط تلو التفريط».
وفور شيوع خبر تهديد «النصرة» بإعدام البزال، عمد أهالي العسكريين المخطوفين إلى قطع طريق الصيفي في وسط بيروت، ثم قطعوا الطريق أمام مسجد محمد الأمين، فيما تضامن معهم أهالي المخطوفين في القلمون (الشمال) والبزالية (البقاع) بقطع الطرق التي أُعيد فتحها لاحقا. وقالت والدة البزال إنها تواصلت مع الشيخ مصطفى الحجيري وأبلغها انه فعل ما بوسعه لكن الأمور خرجت من يده ولم يعد باستطاعته القيام بشيء. وأضافت: «أي عسكري يصيبه سوء.. لن نرحم».
وأصدر «شباب آل البزال» بياناً حذروا فيه من أنه «إذا أصاب علي البزال أيُّ مكروه، فإن أي شيخ أو إمرأة أو رجل من عرسال أو سوري الجنسية لن يكون بمنأى عن ثأرنا». وحَمَّل البيان مصطفى الحجيري مسؤولية «كل ما سيحصل».