صيدا تنتصر للقدس رغم محاولات التشويش
رغم حملات الترهيب والذرائع قالت صيدا كلمتها وأثبتت أنها ترتبط بفلسطين والقدس رغم كل محاولات تشويه صورة عاصمة المقاومة من قبل فريق يحاول وبشتّى الوسائل أن يفصل صيدا وأبناءها عن نبض المقاومة، متناسين أن صيدا شهدت انطلاقة أولى شرارات المقاومة في وجه المحتل الصهيوني ورجالاتها كانوا في طليعة المقاومين للاحتلال.
مناسبة يوم القدس العالمي شكّلت هذا العام كابوساً لدى البعض ما دفعه الى تسخير الإعلام والاجهزة من أجل التشويش على إحياء المناسبة، تارة عبر التهويل الإعلامي من إمكانية حدوث تفجيرات إرهابية تستهدف مسيرة يوم القدس أو من خلال منع رفع اللافتات المؤيدة للقدس ولفلسطين بذريعة انها غير مرخصة وما حصل مع الشيخ صهيب حبلي خير دليل على ذلك حيث حاولت دورية من فرع المعلومات توقيفه وعدداً من الشبان بجريمة رفع لافتات مؤيدة للقدس، بينما تعجّ أسواق صيدا بشتّى انواع اللافتات فيما ترتفع في عين الحلوة رايات “داعش” في مفارقة غريبة عجيبة.
ورغم التهويل الأمني شهدت شوارع صيدا مسيرة كشفية من ساحة الشهداء وصولاً الى “مركز معروف سعد الثقاقي” بدعوة من “لجنة دعم المقاومة في فلسطين”. وللمناسبة عينها أقيمت صلاة مشتركة في مسجد القدس حيث تم إحياء يوم القدس بعد صلاة الجمعة بمشاركة عدد كبير من المشايخ.
وفي سياق التشويش أيضاً، عملت وسائل وشخصيات إعلامية على الترويج لخبر استنفار أمني لعناصر سرايا المقاومة أمام مسجد القدس لحماية الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود من اغتيال أو تفجير، لكن مكتب الشيخ حمود نفى ما نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار وإشاعات، مشيراً الى أن ما تم ترويجه من قبل جهات معروفة هدفه التشويش على إحياء يوم القدس في صيدا.
من جهته أحيا حزب الله يوم القدس باحتفال اقامه في مركز الامام الخميني في مدينة صيدا حضره حشد كبير من أبناء مدينة صيدا والجوار والمخيمات الفلسطينية، حيث أكّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن القدس لم تعد تراهن على سراب وإنما تراهن على ملحمة السكاكين.
إذاً انتصرت صيدا للقدس في يومها العالمي، وأكدت على وجهتها المقاومة في وجه كل محاولات التشويش والتشويه، فعاصمة المقاومة وبوابة الجنوب لا يمكن أن تكون الاّ في مقدمة المحتفين بفلسطين والقدس، ولعلّ موقف رئيس اتحاد علماء المقاومة خير معبر عن هذا الواقع حيث أشار رداً على كلام رئيس تيار “المستقبل” وتهجمه على سرايا المقاومة الى أن “الكذب صار مادة سهلة لدى رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، فكل نشاط يتعلّق بالمقاومة ليس بحاجة الى رخصة من أحد”، كما لفت الى أن “من يفكر أن منع مظاهرة أو توقيف شيخ سيوقف مسيرة المقاومة هو واهم، “إسرائيل” لم تستطع ايقاف المقاومة فكيف بهؤلاء الاطفال في الداخل”.
وتعليقاً على حادثة يوم القدس العالمي أصدرت مجموعة من علماء المقاومة في صيدا بياناً دانت فيه انعدام الخجل عند خفافيش الليل واعتبرت ان الوقاحة قد ارتسمت على جباه القوم، وسأل البيان: “هل أصبحت القدس الشريفة وقضية فلسطين من جملة القائمة السوداء الممنوع التجاهر بنصرتها ولو بيافطة ولو بكلمة؟، هل أصبح حاملو لواء فلسطين من المغضوب عليهم، وهل أصبحنا في زمن صار فيه الناطق باسم فلسطين والقدس من جملة الخارجين عن القانون والمسار العام للنسيج الاجتماعي العربي والاسلامي واللبناني الصيداوي على وجه الخصوص؟
ودان البيان ما تعرّض له الشيخ صهيب حبلي والإساءة التي لحقت بالعمامة السنية التي لم تُحترم ولم تُصَنْ، وأضاف نقولها بصراحة “اليوم الشيخ صهيب حبلي وغداً شيخ أو رمز آخر فالمقصود هو الخيار والنهج الداعم للمقاومة”.