صور بالأقمار الاصطناعية لغارة اللاذقية:<تدمير بطارية «إس 125» في طور التحديث
صحيفة السفير اللبنانية ـ
حلمي موسى :
كشفت مجلة «إسرائيل ديفنس» وصحيفة «معاريف» النقاب عن صور التقطت بالأقمار الاصطناعية لموقع دفاع جوي سوري في اللاذقية قبيل ساعات من الغارة الإسرائيلية عليه في بداية شهر تشرين الثاني الحالي. وتظهر هذه الصور، التي التقطتها شركة تعمل لمصلحة الجيش الأميركي، أن المستهدف في الغارة كانت منظومة صواريخ أرض ــ جو من طراز «إس 125» روسية الصنع. وتشير التحليلات إلى أنه لم يكن ممكناً لهذه الشركة التقاط هذه الصور في ذلك الوقت لولا وجود إشعار مسبق إسرائيلي لأميركا بشأن الضربة الجوية.
وتثبت الصور التي التقطت يوم الغارة فعلاً، وقبل ساعات من قيام طائرات إسرائيلية من طراز «إف 16» بالإغارة، أن الهدف كان بطارية صواريخ «إس 125» في طور التحديث الذي كان سيجعلها بالغة الخطورة لسلاح الجو الإسرائيلي. وتظهر الصور أنه يوجد في مركز الموقع المستهدف قاعدة للدفاع الجوي، نشرت فيه بطارية صواريخ «إس 125». ومن تحليل الصور يتبين أنها كانت تمر بتحديث لتغدو من جيل «M2» أو «K2».
وبحسب معلق الشؤون العسكرية في «معاريف» عمير ربابورات فإن هذا التحديث كان سيجعل البطارية متحركة، ويضيف إليها تحسينات في منظومة تحديد وإشغال الأهداف.
ووفقاً للخبراء، فإن المنظومة المحدثة مُزودة أيضاً بنظام بصري للتعامل مع تشويشات الحرب الإلكترونية، وأنواع معينة من الصواريخ الجوالة وتشويشات الطائرات الأميركية من طراز «إف 16». وتعزز الصور ما نشر في العام الأخير، وأشار إلى أن الروس يقومون بتحديث منظومات الدفاع الجوي السورية المتطورة أصلاً. ويكمن الفارق الوحيد بين منظومة «إس 125» ومنظومة «إس 300» الأكثر تطوراً في عدد الأهداف التي يمكن تحديدها وإشغالها، فضلاً عن نطاق فعلها. وفيما يزيد نطاق منظومة «إس 300» عن مئتي كيلومتر، فإن مدى منظومة «إس 125» لا يزيد عن 40 كيلومتراً.
وكانت روسيا قد نفذت عدة عقود لتزويد دول بمنظومات «إس 300». ولكن كل هذه العقود تمت عبر تطوير مواقع صواريخ «إس 75» أو «إس 125» قديمة، بحيث يمكن الافتراض أن النية من وراء تطوير منظومة «إس 125» في منطقة اللاذقية هو تحويلها إلى منظومة «إس 300».
وفضلاً عن ذلك تظهر صورة الأقمار الاصطناعية أنه على بعد عدة مئات من الأمتار عن موضع نشر البطارية، التي يبدو أنها دمرت، هناك باحة مبنى مهجور عموماً. وتستخدم هذه الباحة كموقف لعدد من قاطرات الشحن الثقيل لحمل الصواريخ. ويقع الموقف على مقربة من مخازن التسليح من النوع الذي قصفته إسرائيل في الغارة التي شنتها على شمالي دمشق في أيار من العام الحالي.
ويخلص تقرير «معاريف» إلى أنه، بحسب الصور والتقارير من سوريا، يمكن التقدير حالياً أن هدف الهجوم في منطقة اللاذقية كان قاعدة الدفاع الجوي، التي تحوي منظومات دفاع جوي في مراحل تحديث كانت ستعرض للخطر نشاطات سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة.
وقد رفضت الجهات الإسرائيلية الرد بشكل رسمي على ما أذيع من أن الغارة نفذتها طائرات إسرائيلية، ولكن من المعلوم أن مصادر أميركية رسمية أكدت أن إسرائيل هي من نفذ الغارة. وأثارت التأكيدات الأميركية غضب إسرائيل بسبب حرص الدولة العبرية على استمرار ما يسمى بسياسة الغموض، والتي تأمل تشجيع سوريا على عدم الرد.
ومعروف أن إسرائيل سبق وحددت ما تعتبره خطوطاً حمراء لن تسمح بتجاوزها في سوريا، وبينها احتمال نقل أسلحة متطورة، خصوصاً في مجال الدفاع الجوي إلى «حزب الله» في لبنان.