صواريخ ’بانتسير’ الروسية المضادة لـ’توماهوك’ حاضرة في سوريا
عشية معرض الاسلحة الروسية ـ 2013 (RussianExpoArms-2013) عقد الكسندر دينيسوف، مدير شركة الاسلحة المتخصصة بصناعة الصواريخ عالية الدقة، بالاشتراك مع دميتريي كونوبليوف، مدير “مكتب التصميم” في الشركة، مؤتمرا صحفيا مشتركا. وتركز اهتمام الصحفيين على منظومة الصواريخ المضادة للطيران وللصواريخ المعادية من طراز “بانتسير ـ S1”. وعُلم ان سوريا سبق ان عقدت صفقة لشراء دفعة من صواريخ “بانتسير”. كما اعربت دول عديدة عن رغبتها في شراء هذا السلاح. فيما طالبت وزارة الدفاع الروسية بالحصول على 10 انواع من هذه الصواريخ لتسليح الطيران الحربي الروسي والدفاعات الجوية الروسية. واعلن الكسندر دينيسوف للصحفيين، لاول مرة، ان منظومة “بانتسير ـ S1″، وبنتيجة الاختبارات العملية، اثبتت فعاليتها العليا في اصابة الاهداف الشبيهة بصواريخ “توماهوك” الاميركية، التي تعتبر هدفا معقدا، وقد استطاعت منظومة “بانتسير ـ S1” كشف وتدمير الهدف بأفضل مما كانت تفعله منظومة “اسكندر” S-300 الشهيرة. واكد الكسندر دينيسوف “ان المنظومة تلبي حاجات وزارة الدفاع، وخصائصها تستجيب للمتطلبات المحددة”.
وللتعمق في هذا الموضوع، ليس خافياً أنه في اساس العقيدة العسكرية المعاصرة للولايات المتحدة الاميركية يكمن مبدأ توجيه ضربة استباقية مكثفة بأسلحة عالية الدقة. ويتعلق الامر اولا بتوجيه ضربة بواسطة الصواريخ المجنحة “توماهوك” التي يتم اطلاقها من السفن الحربية فوق سطح الماء، ومن الغواصات، ومن القاذفات الستراتيجية ب ـ52، ومن قواعد الاطلاق الارضية. ويبلغ مدى طيرانها 2500 كلم. ويطير الصاروخ على ارتفاع منخفض جدا تبعا لتضاريس الارض. ولهذا من الصعب جدا اكتشافه. وقد استخدمت صواريخ توماهوك بكثافة من قبل القوات المسلحة الاميركية لضرب يوغوسلافيا، العراق وافغانستان. وكان من المخطط توجيه ضربة مماثلة الى سوريا. ومن ثم اجاب دينيسوف على الاسئلة المتعلقة بصواريخ “بانتسير” في سوريا. ولاحظ انه “من وجهة النظر القتالية، فإن طواقم الصواريخ اصبحت ذات قدرة قتالية ارفع بالقياس الى السنوات السابقة”. وان التقنيين المدنيين الروس يشاركون في مسائل الصيانة والخدمة التكنولوجية للـ”بانتسير” الموجودة في سوريا. ولكن دينيسوف امتنع عن التصريح عن كمية صواريخ “بانتسير” التي سلمت الى سوريا، وعما اذا كان سيتم ارسال دفعات اضافية. اذ يحظر التصريح بهذه المعلومات بموجب العقد بين البلدين.
ان السرعة القصوى لصاروخ توماهوك تبلغ 880 كلم في الساعة، اي ما يقارب سرعة الصوت. والسرعة الواقعية لا تزيد عن 800 كلم في الساعة، وحتى اقل بشكل ملحوظ، تبعا لنوعية التضاريس الارضية. ولهذا فإن اسقاط مثل هذا الجسم ليس صعبا جدا. ولكن الصعوبة تكمن في العثور عليه، لان الصاروخ مصنوع بموجب تقنية “الشبح”. ولهذا فإن المنظومات فائقة القدرة المضادة للطيران من طراز S-300 و S-400، الموجهة باستمرار للرد على الهجمات الجوية والفضائية، يصعب عليها التعامل مع اهداف تطير على علو منخفض جدا. ويمكن ان تكون هي نفسها ضحية الضربة الاستباقية للصواريخ المجنحة. وليس سرا، انه في حال هجوم افتراضي فإن الضربة الاولى ستوجه الى انظمة الدفاع الجوي، كما حدث في يوغوسلافيا والعراق. بعد ذلك يبدأ استخدام القاذفات والطائرات المقاتلة. ولكن هذا السيناريو لا ينفع مع روسيا. ففي الواقع ان صواريخ “بانتسير ـ S1” هي عنصر حاسم في مختلف الطبقات الجوية للدفاعات المضادة للطيران والمضادة للصواريخ لدى روسيا. ان الصواريخ الإستراتيجية S-300 و S-400 تغطي بفعالية المنشآت الحكومية والعسكرية للبلاد، اما صواريخ “بانتسير ـ S1” فهي تضمن سلامة الانظمة الإستراتيجية للدفاعات المضادة للطيران والمضادة للصواريخ، عن طريق الرد على الضربة الاستباقية غير المتوقعة للصواريخ المجنحة.
ومنظومة “بانتسير ـ S1″ تمتلك نظاما مدمجا متعدد القنوات لتصوير ومتابعة الهدف وقصفه، بحيث تشكل منطقة مستمرة لاعتراض الاهداف بدءا من علو صفر وعلى بعد 200 متر حتى علو 15 كلم وعلى بعد 20 كلم. والاهداف ذات العلو صفر تتعلق بالمركبات المدرعة الخفيفة من طراز ناقلات الجند المدرعة، التي يمكن لـ”بانتسير ـ S1” ان تقصفها بمدفع اوتوماتيكي مزدوج من عيار 30 ملم. وتبلغ الذخيرة المدفعية في المنظومة 1400 قذيفة. والبنادق الاوتوماتيكية 2А42М تشكل جدارا ناريا في طريق الصواريخ المجنحة، اذا لم تعترضها الصواريخ المضادة فائقة السرعة من طراز 57Э6-Е. وتتضمن “بانتسير ـ S1” 12 حاوية اطلاق منقولة لهذه الصواريخ. وتتم اعادة التلقيم باستبدال الحاويات الفارغة بالملآنة. والصاروخ هو على مرحلتين وبطول 2،3 امتار، والمرحلتان لهما عياران مختلفان: 170 و 90 ملم. والسرعة القصوى هي 1300 متر في الثانية. وعلى مسافة 18 كلم تنخفض السرعة الى 780 مترا في الثانية. وهذا يعني انه اسرع بخمس او ست مرات من سرعة صاروخ توماهوك. اي انه حتى لو انطلق “بانتسير” في اعقاب توماهوك، فإنه بالتأكيد سيلحق به. وتمتلك منظومة “بانتسير ـ S1” ثلاثة انظمة رادار تعمل معا. ويمكن لصواريخ “بانتسير ـ S1” ان تصيب بدقة اهدافا منشورة في مساحة 2 كلم مربع على بعد 32 ـ 36 كلم. وتمتلك المنظومة مجموعة بصرية الكترونية مع لاقط على الموجة الحرارية (تحت الحمراء) الطويلة. وتعمل كل من هاتين الوسيلتين بطريقة مستقلة، ولهذا فهما تستطيعان معا ان تعترضا اربعة اهداف مرة واحدة.
ويمكن لمنظومة “بانتسير ـ S1” ان تعمل في مجموعة مؤلفة من ست سيارات معا. وبهذه الطريقة تقوم البطاريات باطلاق دفعات الصواريخ كل 72 صاروخا دفعة واحدة، مما يضمن تدمير موجة كاملة من عشرات صواريخ “توماهوك” تطير معا.
ويقول رئيس مكتب التصميم في الشركة دميتريي كونوبليوف إنه لا مثيل لـ “بانتسير” في الوقت الحاضر في اي مكان في العالم. وفي الـ 10 ـ 15 سنة القادمة سيكون “بانتسير” هو المضاد المعتمد عليه لاصطياد صواريخ “توماهوك” المجنحة.
المصدر: موقع العهد الإخباري