صناعة الأسلحة تزدهر في زمن الوباء
وكالة أنباء آسيا-
كارلا بيطار:
يبدو أن صناعة الاسلحة في العالم لم تتأثر سلبا بوباء كورونا ، رغم اصابة الاقتصاد العالمي بأزمة ركود حادة لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم على شتى الأنشطة الاقتصادية، بل على العكس ارتفعت مبيعات الأسلحة بصورة لافتة إلى 513 مليار دولار في عام واحد.
ووفقاً لبيانات أصدرها معهد ستوكهولم لأبحاث السلام (SIPRI)، ارتفع إجمالي حجم مبيعات 100 شركة رائدة في تصنيع الأسلحة حول العالم خلال عام 2010 لتصل إلى 513 مليار دولار، بارتفاع قدره 1.3% عن مبيعاتها من الأسلحة عام 2019، بحسب تقرير لموقع Responsible Statecraft الأمريكي.
وأظهر التقرير الصادر عن سيبري، أكثر المراكز البحثية موثوقية في متابعة ورصد صناعة الأسلحة بشكل عام، ارتفاعاً قدره 17% في مبيعات السلاح حول العالم مقارنة بعام 2015. ففي عام 2015، ظهرت شركات السلاح الصينية للمرة الأولى في تقرير سيبري لأكبر 100 شركة سلاح حول العالم، وخلال 6 أعوام متتالية واصلت صناعة السلاح نموها دون تراجع.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد العالمي ككل شهد انكماشاً بنسبة 3.1% خلال العام الأول من الوباء (2020)، إلا أن الشركات العملاقة في مجال تصنيع الأسلحة وجدت حماية لأعمالها بسبب استمرار طلب الحكومات لشحنات السلاح والخدمات المرتبطة به كالصيانة والتدريب على استخدامه دون أن يتأثر ذلك بالوباء، بحسب أليكساندرا ماركشتاينر الباحثة في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج السلاح بمعهد سيبري.
وأضافت ماركشتاينر في إيجاز نشره موقع سيبري: “في أغلب مناطق العالم، استمر الإنفاق العسكري في النمو، بل إن بعض الحكومات قامت بتسريع مدفوعاتها لشركات صناعة الأسلحة كنوع من المساهمة من تلك الحكومات لشركات السلاح كي لا تتأثر الشركات بأزمة وباء كورونا”.
تقرير معهد سيبري لمبيعات الأسلحة عام 2020 أظهر أن الشركات الأمريكية حازت على نصيب الأسد، إذ جاءت المراكز الخمسة الأولى عالمياً- في قائمة أعلى 100 شركة سلاح- أمريكية، فتصدرت شركة لوكهيد مارتن تليها شركة رايثيون للتكنولوجيا ثم بوينغ ورابعا جاءت شركة نورثروب غرونمان وخامساً جاءت شركة جينيرال دايناميكس.
وحققت الشركات الخمس مبيعات أسلحة تخطت قيمتها 180 مليار دولار عام 2020، أي نحو ثلث مبيعات الأسلحة حول العالم في عام الوباء الأول، بينما بلغ النصيب الإجمالي للشركات الأمريكية من مبيعات السلاح 285 مليار دولار بنسبة 54% من إجمالي المبيعات، حققتها 36 شركة أمريكية ضمن قائمة أكبر 100 شركة سلاح.
أما المركز الثاني فقد كان من نصيب الشركات الأوروبية مجتمعة، وعلى رأسها الشركات البريطانية، إذ باعت 26 شركة سلاح أوروبية ما قيمته 109 مليارات دولار من الأسلحة عام 2020، منها 37.5 نصيب الشركات البريطانية فقط، إذ جاءت شركة BAE Systems البريطانية في المركز السادس عالمياً (خلف الشركات الأمريكية الكبرى) وباعت وحدها أسلحة بقيمة 24 مليار دولار.
وجاءت شركات السلاح الصينية في المرتبة الثالثة للمبيعات في عام 2020، إذ بلغت مبيعات الشركات الخمسة في القائمة 66.8 مليار دولار بنسبة 13% من الإجمالي، وبنسبة نمو بلغت 1.5% مقارنة بمبيعاتها عام 2019.
وشهدت الشركات الفرنسية انخفاضاً في مبيعاتها من السلاح بنسبة 7.7% مقارنة بعام 2019، إذ بلغت مبيعات الشركات الفرنسية الأربع في قائمة أكبر 100 شركة سلاح نحو 9 مليارات دولار، أي 1.7% من إجمالي مبيعات السلاح حول العالم.
شركات السلاح الروسية شهدت أيضاً انخفاضاً في مبيعاتها عام 2020 مقارنة بعام 2019. توجد 9 شركات أسلحة روسية في قائمة معهد سيبري لأكبر 100 شركة سلاح في العالم، حققت تلك الشركات مجتمعة مبيعات قيمتها 26.4 مليار دولار، مقارنة بـ28.2 مليار دولار عام 2019، وبانخفاض قدره 6.5%. وبشكل عام بلغت نسبة مبيعات السلاح الروسي نحو 5% فقط من مبيعات السلاح حول العالم.
وظهرت في تقرير مبيعات الأسلحة لعام 2020 ثلاث شركات إسرائيلية باعت أسلحة بقيمة 10.4 مليار دولار، أي نحو 2% من الإجمالي العالمي، تلتها 5 شركات يابانية باعت أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 9.9 مليار دولار، و4 شركات كورية جنوبية باعت مجتمعة أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 6.5 مليار دولار.
وكادت قطاعات كالسياحة والسفر أن تنهار بشكل كامل بسبب الإجراءات الاحترازية والإغلاق وفرض القيود على السفر والتجمعات، ولم تنجح حملات التطعيم المستمرة منذ أواخر العام الماضي في هزيمة الوباء حتى الآن، في ظل ظهور سلالات ومتحورات للفيروس كان آخرها أوميكرون.