صراع مخيم عين الحلوة: المستفيد الأكبر أمريكا ومن بعدها إسرائيل
موقع الخنادق:
انتهت جولة أخرى من جولات القتال في مخيم عين الحلوة، والتي لا يبدو أنها ستكون الجولة الأخيرة للأسف، لأن قرار إشعال هذه المنطقة كما تشير المؤشرات والمعلومات، لم يكن محلياً ولا حتى من قبل قيادات المجموعات المتقاتلة في لبنان، بل كان من صناعة خارجية لا تقف عند حدود الضفة الغربية أو قطر، بل تصل الى الولايات المتحدة الأمريكية المستفيدة الأكبر مما حصل هي والكيان المؤقت بشكل طبيعي.
فالمصلحة الأمريكية الكبيرة من التوتر في مخيم عين الحلوة تأتي لإلهاء حزب الله:
_إقليمياً على صعيد التطورات التي تجري في سوريا (لناحية إعادة تفعيل مشروع تقسيم سوريا وتوسيع قاعدة التنف). بالإضافة الى ما يجري في الكيان المؤقت من تصاعد لعمليات المقاومة الفلسطينية خاصةً في منطقة الضفة الغربية، وضعف وتخبط جيش الاحتلال الإسرائيلي في مواجهتها وفي مواجهة حزب الله في لبنان (خيمة مزارع شبعا ومطار الجبور).
_ محلياً، بهدف توتير المناطق التي تعدّ معاقل لبيئة الحزب الحاضنة، وتهديد الاستقرار الأمني فيها (بشكل رئيسي المناطق القريبة من طريق بيروت الجنوب)، بغية جرّ حزب الله الى معارك داخلية لا يريدها إطلاقاً، ويعرف بأنها مستنقع لإراحة إسرائيل لا أكثر.
ويمكن الإستدلال على المصلحة الأمريكية، من خلال أدوار دول خليجية فيما يحصل في هذا المخيم وفي مقدمتهم قطر. فإمارة قطر هي أحد أبرز الدول الداعمين مادياً لحصول هذا الاشتباك لعدة أسباب وأهداف (يبدو أن مهمة قطر الحالية الموكلة اليها من واشنطن هي تمويل وإدارة أحداث التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة لبنان وسوريا مثل أحداث السويداء ودير الزور وغيرها)، منها ما يتعلق بزيادة حظوظ قائد الجيش اللبناني جوزاف عون في معركة الانتخابات الرئاسية، في سياق أنه الشخصية الأفضل لتولي منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية لقدرته على تحقيق الأمن والاستقرار (مع العلم بأنه مرشح الإدارة الأمريكية الأول).
وفي هذا السياق أيضاً، برزت شكوك حول هدف أمريكي آخر، في أن يكون مخطط تفجير مخيم عين الحلوة وجعله منطقة تصارع لجولات عديدة، مرتبطاً ببدء مسار تصفية حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة، لا سيما في حال انتقلت الاشتباكات الى المخيمات الأخرى، بحيث يصبح النزوح من جهة وتدمير الأبنية من جهة كفيلين بتوطين اللاجئين عملياً!
حصيلة الاشتباكات
يعتبر الشعب الفلسطيني هو الخاسر الأكبر من جولات الصراع الداخلية هذه، وهذا ما تؤكده الأرقام أيضاً، والتي سجلت سقوط أكثر من 30 قتيل.
فبحسب الإحصاء الذي أعلن عنه الدكتور رياض أبو العينين مدير مستشفى الهمشري الذي يعدّ المستشفى الأبرز الذي تنقّل اليه القتلى والجرحى جراء الاشتباكات لقربه من المخيم، فإنّ عدد القتلى بلغ منذ 30 تموز / يوليو الماضي، تاريخ بدء أول جولة اقتتال هذا العام، حتى 14 أيلول / سبتمبر الحالي، 30 من الذين استقبلت مستشفى الهمشري جثثهم، بينما بلغ مجموع عدد الجرحى 205 (100 منهم أصيبوا خلال الجولة التي شهدها المخيم الأسبوع الأخير). مع الإشارة بأنّ هذه الأرقام لا تتضمن تلك التي استقبلتها مستشفيات أخرى.
أمّا من الناحية المادية، فلا تقف الخسائر عند حدود المخيم الجغرافية (مساحة المخيم 1.5 كم مربع تقريباً)، بل تتعداه الى مدينة صيدا كلها بالإضافة الى القرى والمدن المحيطة بها، كالغازية ومغدوشة وغيرها، بسبب القذائف والرصاص الطائش، اللذان أوقعا ضحايا وجرحى أيضاً في هذه المناطق، فما بالك بالتسبب بإيقاف الحركة الاقتصادية برمتها نتيجة لذلك.