صراعُ النفوذ بين الإمارات والسعوديّة في المناطق المحتلّة
صحيفة المسيرة اليمنية-
أمين الشريف:
تتفق السعوديّة والإمارات على تمزيق اليمن وتجويعه وإفقاره وزرع الفوضى فيه واحتلاله ولكنها تختلف في تقاسم النفوذ في المناطق المحتلّة، الإمارات كانت هي الأسرع في كشف نواياها بزراعتها للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع لها؛ بهَدفِ السيطرة على المحافظات الجنوبية، لكن السعوديّة عندما تنبهت للأمر سارعت في احتلال المهرة وأجزاء من حضرموت، بالإضافة إلى سيطرتها على مأرب من خلال مرتزِقتها المتمثلة في حزب الإصلاح، بدورها قامت الإمارات بدعم المرتزِق طارق صالح ووضعت له منطقة المخاء ومن خلالها التوسع في تعز والحديدة، ومؤخّراً قامت السعوديّة بتشكيل قوات درع الوطن ودعمها كبديل للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات كقوة عسكرية تسيطر على الجنوب.
الخلاف في تقاسم النفوذ يوحي بأن هناك صراعاً عسكريًّا قادماً بين كُلٍّ من: مرتزِقة الإمارات ومرتزِقة السعوديّة؛ فالخلاف يظهر للعلن يوماً بعد آخر ويبدو أن القادم سيكون أسوأَ وأشدَّ، وربما يظهر الخلاف الإماراتي السعوديّ للعلن بعد سنوات من الصراع الخفي على تقاسم النفوذ في المناطق المحتلّة.
الإمارات تعتبر المستفيد الأول حتى الآن، حَيثُ أقامت قاعدة جوية في جزيرة ميون الاستراتيجية على مضيق باب المندب وبمشاركة إسرائيلية ومؤخّراً أقامت قاعده عسكرية في جزيرة عبد الكوري بعد أن هجرت أهلها منها وبمشاركة بريطانية وإسرائيلية فضلاً عن القواعد التي أنشأتها في جزيرة سقطرى، بينما تعاني السعوديّةُ في ثبات قواعدها في المهرة بعد تحَرّك القبائل المناوئة للاحتلال السعوديّ وارتفاع الأصوات من قبل قبائل المهرة الحرة المطالبة بانسحاب القوات الغازية من المهرة، كما أن أذرع السعوديّة في حضرموت تعاني من قدرتها على تحقيق أهداف السعوديّة في ظل منافسة عناصر المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات لها؛ لهذا فَـإنَّ السعوديّة تحاول بناء تشكيل عسكري جنوبي لها من خلال القوات الجديدة (درع الوطن) والتي تتبناها لدعم سلطة المرتزِق رشاد العليمي.
الحديث عن إمْكَانية تخلي الإمارات عن المجلس الانتقالي لصالح القوات الجديدة التي أنشأتها السعوديّة مقابل تمكين طارق صالح من تعز، كلام غير دقيق؛ فالإمارات تسعى من خلال المجلس الانتقالي من استكمال سيطرتها على جزيرة سقطرى بالإضافة إلى أن المجلس الانتقالي هو وسيلتها للسيطرة على الجنوب واحتلاله ونهب ثرواته؛ وبالتالي فَـإنَّنا نعتقد أن الإمارات لن تتخلى عن المجلس الانتقالي، وستقومُ بدعمه ضد القوات الجديدة التي أنشأتها السعوديّة.
الصراع السعوديّ الإماراتي على النفوذ ربما سيمتد إلى المواجهات العسكرية بين مرتزِقة الطرفين وهذا أمر لا بُـدَّ منه والضحية سيكون أبناء المناطق المحتلّة الذين يعيشون أصعبَ الظروف، في ظل انعدام الأمن وتردي الخدمات والتجويع الممنهج من قبل الاحتلال، ويكمن الحل في ثورة من قبل المواطنين الأحرار في المناطق المحتلّة ضد الغزو والاحتلال وإعادة الأمن والتنمية لتلك المناطق ما لم فَـإنَّ الصراع سيبقى في تلك المناطق وبالتالي استمرار الدمار والخراب والجوع وانعدام الأمن والاستقرار في تلك المناطق.