صراخ أوباما لا يحجب المأزق
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
تميزت خطب باراك أوباما في زيارته للكيان الصهيوني بلغة الحرب و التهديد و الوعيد لكل من سورية و إيران و حزب الله بالتوازي مع استماتته المذلة في تاكيد حرارة التحالف الصهيوني الأميركي الذي قدمه كركيزة عقائدية لاستراتيجيات الولايات المتحدة و هو بذلك بدا زعيما لأصغر حزب في حكومة نتنياهو !
أوباما راشق المنظومة الحرة في المنطقة بحجارة كبيرة لا يقوى على حملها فهو فتح أبواب الغزو العسكري لسورية و ترك لإسرائيل حرية شن الحرب على إيران دون استئذانه مسبقا و شن هجوما مسعورا على حزب الله كأنما يعطي إشارة استهدافه بشتى الوسائل لكلاب اميركا في لبنان والمنطقة.
اولا باراك أوباما هو الإمبراطور الأميركي الذي تتهاوى هيمنة دولته على العالم و هو يعرف و غيره في المؤسسة الحاكمة الأميركية ان هذه الدولة العظمى دخلت مرحلة الشيخوخة في تاريخها الاستعماري و قد خاضت ثلاثة حروب عالمية في هذا الشرق بالشراكة مع دول الناتو و الحكومات الإقليمية العميلة من تركيا إلى الخليج فالأردن و مصر و أساسا مع قاعدتها العدوانية إسرائيل و خسرتها جميعا من العراق إلى لبنان إلى فلسطين و عندما حاولت إعادة استخدام الإرهاب العالمي و عقدت صفقة مع تنظيم الأخوان المسلمين لتشن حرب الثأر الاستعماري من سورية من خلال ما عرف باستراتيجية الحرب غير المباشرة فقد أعادت إنتاج هزيمتها بأشكال و تعبيرات جديدة و هي اليوم تراوح في مأزق عجزها عن التعايش مع الفشل الذي فشل باراك اوباما في احتوائه منذ انتخابه و انقلابه على وثيقة بيكر هاملتون بناء على وصفة ديفيد بترايوس الذي اوصلته هزيمته في سورية إلى بيته مع فضيحة جنسية خزنتها المؤسسة الحاكمة و أشهرتها لتدمير المستقبل السياسي لجنرال مهزوم تخيل يوما انه مشروع زعامة مهيأة لوراثة الجنرال دوايت أيزنهاور بتتويج مسيرته العسكرية في البيت الأبيض !
ثانيا يستعمل اوباما التلويح بالحروب لتحسين شروط التفاوض الذي سيبدأ عندما تنهي الولايات المتحدة اختبار اوهامها في الصراع أي عندما يقتنع حكام واشنطن بأنه لا مجال لكسر التوازن الصعب في الحرب العالمية على سورية و ان القائد بشار الأسد هو زعيم بلد يتصدى بغالبية شعبه لعدوانهم و لعصاباتهم و لعملائهم و أنه لا مجال للتخلص من حزب الله الذي هو مقاومة وطنية لبنانية تسندها غالبية شعبية و هو محصن أخلاقيا و سياسيا بشرف إنجازاته الكبرى و العظيمة في تاريخ العرب المعاصر و ان كل الأوهام عن كسر إيران هي هذيان سخيف لا مجال له في الواقع لأن الجمهورية الإسلامية هي دولة وطنية عظمى تساند مشاريع نهوضها و بناء قوتها المستقلة غالبية إيرانية ساحقة تخنق محاولات الاختراق الأميركية و شتى مساعي أوباش المستعمرات الأميركية في العالم و المنطقة .
ثالثا اختبار الأوهام و الهلوسات الأميركية سيطال مستقبل التوازنات الدولية و منطقة الشرق خصوصا خلال الأشهر المقبلة فالتهديد الأميركي بحروب يعجز الأميركيون واقعيا عن خوضها بات الورقة الوحيدة التي يمسكها رئيس الدولة العاجزة اقتصاديا و استراتيجيا عن التورط في حروب جديدة كما هي عاجزة عن ستر هزائمها و ركاكة القوى التي تعتمد عليها في بسط نفوذها على المنطقة فجميع الأنظمة العميلة و الرجعية مأزومة ابتداءا من حكومة أردوغان المتسول على باب زنزانة اوجلان إلى حكم الأخوان في مصر و تونس و انتهاء بمملكة آل سعود المهزوزة كامرائهم التائهين و الوصف لأحد باحثي معهد واشنطن الصهيوني أي من أصدقاء المملكة و محظييها الأميركيين و أي مغامرة عسكرية في المنطقة سيكون هذا الربش الأميركي اول ضحاياها بعدما كشفت الشعوب الكثير من مستور خدع الربيع الكاذب .