صحيفة فرنسية: محاولة قتل ابن سلمان دبّرها مُتعب وكشفت ضعف النظام السعودي
أكدت صحيفة “أتلنتيكو” الفرنسية أن حادث إطلاق النار في “حي الخزامى” في العاصمة السعودية الرياض، خلال أبريل / نيسان 2018، كان محاولة انقلاب حقيقية ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقف ورائها قادة داخل الجيش لكنها فشلت، ورجحت الصحيفة إصابة ابن سلمان بجروح خطرة.
ورأى كلٌ من الصحافي إيمانويل رازافي والمحلل السابق التابع للأمانة العامة للدفاع والأمن الوطني الفرنسية غيزلان كاستيلباياك، في حديث إلى الصحيفة، أن ابن سلمان الغائب عن الأنظار تحديداً منذ يوم 21 أبريل / نيسان 2018، يُرجِّح إمكان تعرض محيط قصر الملك سلمان في “حي الخزامى” لعملية إطلاق نار باستخدام طائرة من دون طيار، تسببت في إصابة ولي العهد بجروح خطرة، قبل أن يدمرها الجيش السعودي.
وفيما وردت أنباء عن أن ذلك الهجوم تم عن طريق عربة مرفقة برشاش ثقيل، ذكرت الصحيفة أن “عملية الهجوم تواصلت قرابة الساعة، حيث تم فيها إطلاق الآلاف من الطلقات النارية من عيار 50 ملم، وانتهت بمقتل 7 أشخاص، إلا أن المهاجمين نجحوا في الفرار من قبضة القوات السعودية”.
ويقول كاستيلباياك: “ظل الإعلام في المملكة وفيا لتقاليده بشأن التكتم عن تناقل مثل هذا النوع من الأخبار، قبل أن يتم رسمياً إذاعة خبر تبادل بعض الطلقات النارية وإسقاط طائرة من دون طيار، كانت تستعمل “لأغراض التسلية”، حلقت بشكل غير مقصود في محيط القصر الملكي”.
ويوضح كاستيلباياك “كل الفرضيات قائمة على الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم، سواء كانت إيران أو الحوثيون الشيعة (“أنصار الله” في اليمن)، ولكن من المحتمل أن يكون الاعتداء مجرد تصفية حسابات من الداخل، أي بين أفراد عائلة آل سعود، كان هذه المرة عبر الرشاشات الثقيلة التي أوقعت قتلى من حرس ابن سلمان الشخصي، الذي يضم حرساً سعوديين ومرتزقة من كولومبيا وجورجيا”.
وتحدث كاستيلباياك مؤخراً مع مقربين من ولي العهد السعودي، الذين لا يستبعدون فرضية أن يكون منفذو الهجوم الأخير “من بعض العناصر القدماء للحرس الملكي الذين يرفضون الحركة الإصلاحية التي يقودها الأمير الشاب، والتي يعارضها أيضا ابن عمه متعب بن عبد الله، الذي شغل لفترة طويلة منصب وزير الحرس الوطني السعودي السابق”.
وبحسب كاستيلباياك فإن “أصابع الاتهام موجهة نحو الأمير متعب بن عبد الله الذي ما زال يحظى بدعم قوي من الحرس الوطني السعودي، ويدير ترسانة من الأسلحة الثقيلة تابعة لهذا الجهاز الأمني. ويمكن لمنفذي الهجوم أن يكونوا مجموعة من الحرس الوطني التي ما زالت تحافظ على وفائها للأمير متعب، أو مجموعة من ضمن الجيش السعودي الذي يعارض الإصلاحات الجديدة التي يسعى لإحداثها ابن سلمان”.
وتذكر الصحيفة أن “الأمر الوحيد المؤكد يتمثل في أن هذا الهجوم الذي استهدف ولي العهد قد كشف عن مدى ضعف النظام السعودي من الداخل، الذي يحكم دولة غير موجودة تقطع أوصالها الانقسامات القبلية والدينية والصراعات على السلطة بين فروع العائلة المالكة من آل سعود والسديريون”. وبالتالي، فقد ابن سلمان ثقته في كل المحيطين به، بما في ذلك الجيش والشرطة وحرسه الخاص، الذي عمل على تعزيز صفوفه من خلال انتداب مرتزقة أجانب يحظون، بالنسبة إليه، بـ”مصداقية أكبر”.