صبية السعودية يبتزون اللبنانيين.. عبر ’أم تي في’
عند كل مفترقٍ صعب تجدِّد الـ”MTV” الولاء والبيعة لآل سعود، هجوم متواصل على محور المقاومة، ومحاولة الترويج لنظريات النأي بالنفس عن قضايا الأمة، وتشويه صورة المقاومين والتهليل للارهابيين ونقل آرائهم الى العالم، موادٌ إعلامية تندرج جميعها ضمن سياسة سعودية أرادها المتحكمون بالمملكة ثقافة تسود في لبنان والعالم العربي.
القناة بطبيعة الحال، كجزء من المشروع السعودي الدعائي في المنطقة، لها دور هام في مؤازرة بني سعود في محنتهم الحالية. الغارقون بالدم، يوجهون سهامهم نحو كل من يرفع صوته بالحق. هكذا، تروّج القناة من خلال احد تقاريرها لمعادلة سعودية رخيصة “إدانة سماحة الأمين العام لحزب الله لجرائم السعودية في المنطقة، ستؤدي الى طرد اللبنانيين العاملين في المملكة وخسارة لبنان مليارات الدولارات”.
سياسة الابتزاز ووضع اللبنانيين رهينة لقمة عيشهم، ليست بجديدة على آل سعود، بل إنها مورست في محطات سابقة، لكن الجديد تسويق قناة تعتبر نفسها لبنانية في أحد تقاريرها، لارهاب فكري ومعيشي سعودي ضد أبناء جلدتها، واستعانتها لهذه الغاية، بأحد موظفي بني سعود، تحت مسمّى رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية – السعودية، لاضفاء المزيد من أجواء “التهويل” و”الابتزاز” تجاه كل من ينتقد أولياء أمره، دون أن ينسى إلقاء بعض العبارات “الهستيرية” ضد ايران، لزوم رضى السلطان.
القناة التي تستوحي افكارها من حقبات التهويل “الاسرائيلي” على لبنان وتهديد اقتصاده إن مارست المقاومة حقها بالدفاع عن لبنان، تقدّم في تقريرها الذي عرضته أمس للقابعين في قصور الرياض مبررات مجانية لطرد مواطنين لبنانيين يعملون على قوتهم منذ سنين في المملكة، دونما ذنب سوى أن هناك من فضح ويفضح مجازر بني سعود بحق الانسانية. وبذلك هي تمهّد الطريق أمام حكام السعودية لطرد العمال اللبنانيين، مع إعطائهم شهادة مسبقة بالبراءة، من خلال إلقاء اللوم على حزب الله وموقفه الحقّ.
وأمام ما سبق، نسأل: ألا يعتبر التقرير الذي ساقته الـ”أم تي في”، بحال تنفيذ التهديدات الواردة فيه بحق اللبنانيين الأبرياء، دليلاً واضحاً وحتمياً على كيدية هذا النظام القمعي المستولي على أراضي الحجاز؟ ألا يمثّل هذا التقرير ابتزازاً جلياً من قبل مجرمي الرياض اتجاه اللبنانيين؟ ألا يسعى القيّمون عليه لارتهان مواقف القوى السياسية في لبنان وكم افواههم؟ وما ذنب مواطن لبناني يعمل في الخليج، حتى يحاكم على أساس الموقف السياسي لحزب الله؟ هل هو الافلاس السياسي الذي يدفع ببني سعود نحو هكذا خطوات؟ أم أنه الغباء المطبق على المتحكّمين بأمر السلطة هناك؟…
يُدرك النظام السعودي وأدواته الاعلامية أن أي تهديد أو محاولة ارتهان لموقف حزب الله السياسي، هي محاولات عبثية وفاشلة، ذلك أن الموقف من إجرام بني سعود هو واجب على كل حرّ استطاع قول كلمة حق في وجه سلطان جائر. وبالتالي، فإن أي اجراء غبي بحق اللبنانيين العاملين في السعودية، لن يكون سوى ترجمةً للحقدِ السعودي الأعمى، وانعدام الرؤى الاستراتيجية لدى صبية المملكة.
مرة جديدة، تثبت الـ”أم تي في” التي تعتاش على التمويل السعودي، انها تمثل أوضح دليل على صناعة المال للاعلام وارتهان الأخير وخضوعه لسلطة الدولار. وفي خدمة الدولار أيضاً، تعكس القناة ثقافة اللامبالاة بكل ما يدور في الجوار، تحت عنوان “حماية لبنان من ارتدادات الخارج وحماية اللبنانيين في الخليج من الطرد”. يُراد للبنان أن يكون أصمَّ وأبكمَ عن قضايا المنطقة، فلا مقاومة تطالب بالحقوق، ولا أحرار ينادون بالوقوف بوجه ظلم آل سعود. كل ذلك، في سبيل الحفاظ على “لقمة العيش” التي “يبتز” أمراء الخليج الشعب اللبناني بها. فهل يصح بعد ذلك تسمية السعودية بمملكة “المكرمات”؟ أم الاوجب وصفها بـ”مملكة قطع الأرزاق”؟.