صابر: باسـيل أظهر ثغرات المصـالحة ولا ضرورة لنتشارك والقوات في التشكيلات
تماما كما تتراقص التسوية السياسية العريضة التي تتحكم بالمشهد السياسي منذ عام، على حبال الهزات التي تصيب الحكومة بين الحين والآخر، يترنح تفاهم معراب على حبال اختلافات القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على عدد كبير من الملفات المهمة، ليس أقلها خطة الكهرباء التي يدعمها العونيون ويعارضها وزراء القوات في الجلسات الحكومية، والدفعة الأخيرة من التشكيلات القضائية التي أثارت حفيظة معراب، باعتبار أن الحليف العوني لم يطلعها على مضامينها، وعيّن قضاة مقربين من رئيس التيار جبران باسيل، إضافة إلى المصالحة التاريخية في الجبل. وإذا كان طرفا الاتفاق شديدي الحرص على تأكيد استمراريته، من باب التمسك بالإرتياح الذي يشهده الشارع المسيحي، فإن البعض لا يخفي مخاوف جدية على قدرة الاتفاق التاريخي على الصمود. من جهته، يفضل التيار الوطني الحر الركون إلى الايجابية والتركيز على الطابع التكتيكي للخلاف، من دون أن يفوته توجيه رسائل سياسية إلى معراب.
وفي تعليق على مآل العلاقات العونية – القواتية، أوضح نائب رئيس التيار الوطني الحر رومل صابر لـ”المركزية” “أن بالنسبة إلينا، نعتبر هذه الأمور التي تشهد خلافات بين الطرفين تكتيكية وتقنية. ذلك أن الخطوط العريضة لعلاقتنا لا تزال وقائمة، ولا عودة إلى مرحلة ما قبل اتفاق معراب، أمر محسوم على مستوى قيادتي الحزبين، والاختلاف في بعض الملفات لا يعني أن خلافا كبيرا وقع، غير أن هذا لا يمنع أن يحصل لقاء على مستوى القيادات لمزيد من المصارحة في الملفات الخلافية”.
وفي ما يص التشكيلات القضائية التي نقلت الخلاف بين الحزبين من كواليس المطابخ السياسية إلى العلن، أشار صابر إلى “أننا قمنا بما اعتبرناه صائبا، وكنا مصرين على ضخ بعض التغيير في عروق الجسم القضائي لأنه من أهم الأمور التي تساهم في وضع البلد على السكة الصحيحة”، لافتا إلى “أمور نعتبرها داخلية وتعود إلينا، ولا ضرورة أن نشارك الآخرين في شأنها، علما أننا نتحدث عن أمور تكتيكية، لا عن ملفات استراتيجية وكبيرة، وهذه أمور تخص التيار. فتماما كما تعين القوات في الأماكن التي لها فيها اليد الطولى، وخصوصا في وزاراتها، يحق لنا القيام بالأمر نفسه في وزاراتنا ما دمنا نضع الشخص المناسب في المكان المناسب، لا سيما أن القضاة المعيّنين نزيهون ولنا الشرف أن يكونوا قريبين من العهد، علما أنهم اختيروا بناء على النزاهة والكفاءة، وبعيدا من أي محاصصة”.
وأبعد من التشكيلات القضائية، ساهمت الاطلالة التلفزيونية الأخيرة لباسيل في إذكاء السجال على خط الرابية- معراب، بعدما انتقد المعارضة القواتية للخطة التي وضعها الوزير سيزار أبي خليل لإنتاج الكهرباء، بما سدد ضربة قوية في اتجاه اتفاق الطرفين. غير أن صابر لفت إلى أن “وزراء القوات هم الذين أسقطوا خطة الكهرباء في مجلس الوزراء، وهذا ما أثار استغرابنا، وقد تكون أولى شرارات الاختلاف مع معراب، إلا أن خطوط تواصلنا لم تنقطع يوما لأن لا عودة إلى الوراء”، معتبرا أن “كل من يريد العمل لصالح البلد يزعج الآخرين، وهذه حالنا، ذلك أننا نريد أن نعمل، بدليل أن خطة الكهرباء لم تنفذ حتى الساعة، علما أنها وضعت منذ أكثر من 6 سنوات”. وفي ما يخص ملف المصالحة المسيحية التي تطرق إليها باسيل في الجبل، مثيرا حفيظة القوات والاشتراكي والرئيس أمين الجميل، لفت صابر إلى وجود الوقائع على الأرض. الوزير باسيل زار مناطق الجبل، ورأى أن فيما الجميع يتحدث عن المصالحة، نرى انمن أصل 400 بيت، 20 فقط يسكنها مسيحيون. نحن لا ننكأ أي جراح، كل ما في الأمر أننا نريد مصالحة حقيقية تتيح العودة لجميع المسيحيين، بعدما أظهرنا ثغراتها فقط لا غير”.