شباب غزّة…معادلة جديدة عند السياج الفاصل
موقع الخنادق:
لا يزال الكيان الإسرائيلي واقعاً تحت تأثير الصفعة الفلسطينية السبت الماضي عند حدود غزّة. الشاب الفلسطيني الذي كرّس نوعاً جديداً من مواجهة الاحتلال، “مسافة صفر”، ذكّر الاحتلال بالخيبة والهزيمة في معركة “سيف القدس”.
وسائل إعلام عبرية قالت إن “فرقة غزّة” في الجيش “لم تكن مستعدة لمثل هذا السيناريو”، كما وصف مسؤولون أمنيون إسرائيليون ما حدث بالفشل الذريع لا سيما في قراءات توجهات المقاومة.
وأمام هذا الفشل، فإن التقديرات السياسية أشارت الى أن الاحتلال الإسرائيلي ليس بوارد إشعال الوضع مع المقاومة الفلسطينية، مكتفياً بقرار تضييق فتحات القنص وغارات في قطاع غزة لم تسجل “أهدافاً”، وظهر ذلك أيضاً في امتناعه عن الرد على الصاروخ الذي أصاب منازل سكنية في مستوطنة “سديروت” الاثنين الماضي.
المقاومة نحو التصعيد
يصعب على كيان الاحتلال تحقيق أي إنجاز عسكري او سياسي مقابل المعادلات والاستراتيجيات الجديدة التي فرضها انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة “سيف القدس”. وفي السياق، اكدت الفصائل الفلسطينية أنها لن تمنح الاحتلال مزيداً من الوقت لتمرير المنحة القطرية (التي تقضي بصرف مبلغ مائة ألف دولار على أسر في قطاع غزة على شكل مساعدات شهرية) وستستمر بالتظاهرات للأسبوع المقبل، وحتى رفع الحصار عن قطاع غزة، تضيف على أسباب التظاهرات وقف الانتهاكات في القدس، وقد أفهمت المقاومة كيان الإسرائيلي أن أي اعتداء لن يمر دون أن يدفع أثمانه.
المواجهة عند السياج الفاصل
السماح بأن تكون المظاهرات على حدود قطاع غزّة وقرب الجدار بدلاً عن داخل المدينة، هو بمثابة تحدي للاحتلال ورسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني مستعد لأي مواجهة، فيما تعلن المقاومة الجهوزية في الدخول في مواجهة جديدة وقدرتها المختلفة وخاصة لناحية المخزون الصاروخي.
قوات الاحتلال التي تختبىء خلف الجدران، بدأت بتشكيلات هندسية جديدة في محاولة لوضع معوقات تمنع الفلسطينيين من الاقتراب من الجدار في المظاهرات المقبلة، كما يعمل على تراجع قواته لمئات الأمتار خوفاً من مسدسات المتظاهرين، ومن أن يُعاد مشهد والدة الجندي الإسرائيلي المصاب التي قالت “ان ابني يقاتل من أجل لا شي”، مضيفةً أن رئيس وزراء الاحتلال اتصل وهو لا يعرف اسم الجندي.
ويبدو ان الكيان الإسرائيلي عالق في شكل جديدة من أشكال المقاومة لدى الفلسطينيين، تجبره على التحضّر لخسارة جنوده عند كل مظاهرة فلسطينية.
وكان شاب فلسطيني قد أطلق ثلاث رصاصات من مسافة صفر على قنّاص إسرائيلي أصابته إحداها مباشرة بالرأس خلال المظاهرة على حدود قطاع غزة في ذكرى حرق الأقصى، بعد أن أصاب القناص عدد من المتظاهرين العٌزّل، ولا يزال الجندي في العناية المشددة وبحالة حرجة جداً.