سورية .. مرحلة أشد خطراً
موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد شعيتو:
عندما استضافت إيران منذ أيام مؤتمراً للحوار السوري ضم أكثر من 300 شخصية سورية وعربية ودولية تلقت سهام المغرضين، فهي برأيهم تمارس “النفعية” وهي “مصلحجية” لا ترى سوى بعين مصالحها لا مصلحة الشعب السوري ولا تعمل “لوجه الله” كما تفعل هيلاري كلينتون التي شكلت “الائتلاف الوطني” بعد أن كانت شكلت “المجلس الوطني”.. فهيلاري غيرت “الاسم” من “المجلس” الى “الائتلاف” لكي يصبح أكثر تمثيلا وأشد وطنية!
لم يخجل هؤلاء من كونهم أدوات علنية لارادة كلينتون ومن خلفها اوباما ولا ندري مَن خلف اوباما لكي لا نذهب بعيدا.. لم يخجلوا من كونهم أدوات لأسيادـ فهم سيتحولون في المستقبل القريب ـ بنظرهم ـ إلى أسياد على وطن، وهل يمكن أن يتحول الاداة إلى سيد حقيقي يحكم قراراته بيده؟؟ هذا إلا بسحر ساحر بل معجزة؟
لكن مطلقي السهام الذين يقولون إن ايران لا تريد سوى مصلحتها أو أنها لم تشرك كل أطياف المعارضة، يتناسون أنها عملت منذ شهرين مع مجموعة الاتصال بشأن سورية التي تضم الي ايران السعودية وتركيا ومصر.. مصر التي يحكمها الاخوان الآن ـ والتي بالمناسبة لم تعترف إلى الآن بالائتلاف ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب- وتركيا التي تنسق بشك حثيث مع المعارضة المسلحة والسعودية التي تدعم تسليح المعارضة! ألا يؤشر ذلك الى ان ايران فعلا حريصة على حقن الدماء وعلى السعي مع كل الاطراف الاقليمية المؤثرة؟؟
لكن فيما لا يزال ائتلاف الوطن البديل يتباكى على نقص السلاح والعتاد لاستكمال السيطرة على وطن حالي يساهم في تدمير مرافقه ومؤسساته ووحدة شعبه لكي يحكم ـ كما يرجو ويتمنى ـ وطناً محطماً، فإن الأخطر أن هذا الائتلاف وجناحه المسلح مهد الطريق للتنظيم الإرهابي الأول في العالم لاقامة قواعد “جهاد” في هذا البلد. فالمعلومات المتواترة تنبئ عن تفعيل دور تنظيم القاعدة جنوب دمشق، وهذا ما تشير إليه مصادر سورية مطلعة وهي تؤكد أن هذا التنظيم يسعى لإحكام القبضة حالياً على حلب التي يتواجه فيها مع الجيش.
وقد اعترفت وزارة “الدفاع” الاميركية وكذلك الجيش”الحر” بوجود قاعدة في سورية لكنهما اعتبرا أنه يجري تضخيم هذا الوجود من قبل النظام . إلا أنه يمكن العودة الى الدراسات الغربية في هذا الاطار ومنها دراسات معاهد أميركية، مثل معهد دراسات الحرب الذي يشير إلى أن عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب أتى إلى سوريا من العراق ويشارك في الهجمات العسكرية. كما أن صحيفة “الصن” البريطانية تحدثت عن “دليل مرعب” بأن تنظيم القاعدة أقام قواعد له في سورية”. وقد دخلت القاعدة للدفاع عن “السنة” بوجه “فتك” النظام “العلوي”. وهنا يثار السؤال: لماذا تنشط القاعدة في كل بلد تريد اميركا إقلاق راحته؟
تنامي القاعدة من بركات هذا الائتلاف، وهو يشي بأن الايام المقابلة أخطر على الصعيد الأمني السوري.. فالقاعدة توسع عملها والائتلاف بعد أن أبصر النور خرج بمصطلحات “حربجية” وصمود الوطنيين على المحك .. فقد كان الخبراء يتحدثون منذ شهرين عن حرب استنزاف بين الأطراف في سورية، لكن المرحلة تدخل في احتمالات تصعيدية أكبر من الاستنزاف، في بلد أنهكته الأحداث الأمنية والعقوبات الموقعة أميركيا على “الشعب” لا النظام .. على شعب تتباكى عليه المعارضة الائتلافية ثم تدمره بشكل منهجي!
المستقبل نحو تصعيد أمني مدعوم بالقاعدة، لكن صمود النظام ومن خلفه إيران الضليعة في الملفات الاقليمية وذات الحضور الناجح إقليميا والمنتصر سلاحها في غزة حديثا، والتي لن ينفك تحالفها مع الشام، بل ستجبر الاميركي على تنازلات تبدأ بسوريا ولا تنتهي عند “النووي”..