سوريا لن تكون وحدها
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
يزحف شبح العدوان الأميركي على المنطقة والعالم وبالرغم من ضبابية الصورة داخل الولايات المتحدة فإن الأكيد هو توافر غالبية شعبية أميركية مناهضة للعدوان في حين تكشف مناقشات الكونغرس مشهدا يجعل التنبؤ بنتائج التصويت مهمة في غاية الصعوية بينما تظهر إدارة اوباما تصميما على المضي في طريق العدوان مهما حصل.
أولا يعيش الشعب السوري حالة من الترقب والتصميم على الصمود والمقاومة في وجه العدوان الاستعماري والالتفاف حول الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني ويمكن لمن يزور دمشق هذه الأيام ان يلمس تصميما على مواصلة العيش والسهر حتى الفجر كما اعتاد سكان العاصمة السورية بينما غزت أحاديث الحرب والعدوان جميع يوميات الناس بدرجة عالية من الثبات المعنوي والثقة بالرئيس بشار الأسد وبالقيادة العسكرية المجربة والشجاعة والقوات العربية السورية التي لاتبخل بالتضحية في سبيل الوطن ويشعر السوريون بانزياح غمامة كبرى بعدما تكشفت الحقائق “ها نحن وجها لوجه في حرب مع اميركا وإسرائيل اما القاعدة ودول الخليج فهم طابور عملاء” يكررها بصيغ مختلفة سوريون عاديون لا يقيمون وزنا بعد الخبرة لواجهات المعارضة المتهتكة ولكل ما كان يقال عن إصلاح ومطالب فاللعبة في نظر غالبيتهم “صارت عالمكشوف “.
على الصعيد العسكري تواصل القوات المسلحة عملياتها في محيط العاصمة وعلى جميع جبهات القتال في سائر انحاء سوريا واتخذ الجيش التدابير والإجراءات التي تتيح لقواته التعامل مع جميع احتمالات العدوان الأميركي ويجزم بعض الخبراء بأن منظومات الدفاع التي سوف تكون معنية بردع العدوان تحتفظ بحيوية عالية جدا وهي في أقصى درجات الاستعداد ولديها الكثير من المفاجآت التي ستذهل المعتدين الأميركيين وأعوانهم وخصوصا الكيان الصهيوني ومن المعلوم ان قوات الدفاع الاستراتيجي السورية لم تشارك في المعارك طيلة الأحداث التي تشهدها سوريا وهي مكرسة للدفاع عن الوطن ضد الغزو الأجنبي بينما شهدت القوات النظامية السورية تغييرات هيكلية في بنيتها التنظيمية وأساليبها القتالية بصورة تجعل من حصرها في مواقع وتجمعات مركزية يراهن المعتدون على قصفها من البحر والجو مهمة مستحيلة وهذا ما يتيح إفشال العديد من أهداف العدوان الأميركي الإسرائيلي ويكسب الجيش السوري تفوقا مهما ومرونة في الحركة الميدانية لمواصلة سحق عصابات الإرهاب حتى خلال العدوان .
ثانيا ظهرت مؤشرات نوعية مهمة تؤكد فرص انتصار سوريا وثبات حلفائها معها إذا ما قرر باراك اوباما خوض المغامرة المميتة وأصدر الأمر بالطلقة الأولى في هجمة توشك بتداعياتها على التحول إلى حرب كونية .
الحشد البحري الروسي إلى حوض المتوسط وقرب السواحل السورية تضاعف بصورة مضطردة ولفت الانتباه إعلان الصين عن إرسال مزيد من قطع أسطولها البحري الحديث إلى المتوسط وقرب الشواطئ السورية والأهم من كل ذلك هو ما اظهره الاختبار الإسرائيلي الصاروخي في حوض المتوسط فقد علم ان القيادة العسكرية السورية تبلغت بانطلاق الصاروخ الإسرائيلي من القيادة الروسية خلال دقيقة من عملية الإطلاق وهو ما يؤكد ان المساعدة الروسية التقنية والاستخباراتية ستكون فاعلة خلال التصدي للعدوان الأميركي الصهيوني على سوريا إضافة لما أعلنه الرئيس بوتين على مستوى تقديم المساعدة العسكرية اللازمة والدعم الاقتصادي الشامل للدولة الوطنية السورية وهذا ما يعني ان روسيا رفعت من سوية التزاماتها الدفاعية اتجاه سوريا على صعيد الأسلحة النوعية التي سلمت للجيش العربي السوري بموجب الاتفاقات ومع استمرار الخبراء الروس في مهماتهم على الأرض بل ان عبارة تكررت في كلام روسي رسمي هي : تزويد سوريا بكل ما تحتاجه في الدفاع عن نفسها وهو ما يفتح الباب لأسئلة وتكهنات كثيرة عما تحمله البوارج الروسية من عتاد حربي وتجهيزات متطورة .
ثالثا إن الموقف الإيراني الحاسم من العدوان على سوريا بلغ درجات متقدمة تجعل حسابات القيادتين الأميركية والإسرائيلية أشد صعوبة وتعقيدا فمن الواضح ان مروحة الضربات الإيرانية مفتوحة على جميع الاحتمالات من مضيق هرمز وقواعد الجيش الأميركي في الخليج وصولا لدك الكيان الصهيوني بمطر صاروخي إيراني يتلاقى والردع المنتظر من سوريا ومن المقاومة اللبنانية المتواجدة على الأرض السورية والجاهزة لتحريك وحدات من المقاومة الشعبية السورية على جبهة الجولان المرشحة للاشتعال .
لقد أصيب اوباما بالذهول لدى تبلغه قرار تشغيل محركات الصواريخ الإيرانية الثقيلة ليل الخميس الماضي وهو ذهول لحق بالقادة الإسرائيليين الحائرين فهم يعلمون كلفة الخطوة التي توحي بجدية القرار الإيراني الذي يلخصه الخبراء بعبارة ترددت في تصريحات المسؤولين الإيرانيين وهي الوقوف مع سوريا والرئيس بشار الأسد إلى النهاية والنهاية في نظر الإيرانيين هي الانتصار على اميركا وإسرائيل والحكومات العميلة في المنطقة وعلم ان القيادة الإيرانية اتخذت تدابير اقتصادية وامنية وعسكرية عاجلة تنسجم مع خيارها بالوقوف إلى جانب سوريا ضد العدوان .
تبقى الإشارة إلى ان الموقف الغامض الذي يخيف المعتدين هو صمت قيادة حزب الله التي ستكون سيدة المفاجآت بالشراكة مع قيادة الجيش السوري إذا وقعت الحرب التي سيعاملها حزب الله بمنطق تحويل التهديد إلى فرصة وباب المبادرات مفتوح تحت هذا العنوان .