سوريا للعرب: “خيّطوا بغير هالمسلة”
موقع إنباء الإخباري-
رأي الموقع- محمود ريا:
منذ تلك الصورة التاريخيّة الّتي جمعت بين الرئيسين الإيراني والسوري والأمين العام لحزب الله عام 2010، إندثر أمل المخطّطين العرب والأجانب في خلق الشقاق بين أطراف محور المقاومة، ولا سيّما الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة والجمهورية العربيّة السوريّة والمقاومة الإسلاميّة في لبنان، فانطلقت المرحلة الثانية من المخطّط، أي الحرب العالميّة الشاملة على سوريا لإسقاطها، وتغيير مسارها عبر تغيير نظامها، بعدما عجز الترغيب والوعود والكرم المشبوه، عن دفع رئيسها الأسد إلى التخلّي عن المبادئ والسير في نهج التسوية والتسليم والتطبيع مع العدو الصهيوني، النهج الذي يعتمده النظام الرسمي العربي بأقانيمه المختلفة في الخليج وغيره من المناطق العربيّة.
اليوم، بعد إحدى عشرة سنة، وبعد فشل الحرب العالميّة على سوريا، يعود المخطّطون العرب والأجانب لتشغيل الأسطوانة المشروخة، والّتي تغني أغنية التضامن العربي وتوحيد الجهود العربيّة والإلتفاف حول سوريا وإعادتها إلى الجامعة العربيّة، وذلك في محاولة لإحياء المشروع الفاشل إيّاه، ظنّاً من هؤلاء أنّ سوريا يمكن أن تعطي الآن ما رفضت أن تعطيه في السابق، نظراً للظروف الّتي تمرّ بها نتيجة العدوان السافر الّذي تعرّضت له من أميركا والدول الغربيّة والكيان الصهيوني والأنظمة العربيّة مجتمعة.
الواضح أنّ هؤلاء المخطّطين والمحلّلين لا يعرفون القيادة السوريّة، ولا يدركون المنطلقات الّتي تحكم سياستها الإقليميّة والدوليّة. ولكن حتّى لو كانت سوريا الأسد تعمل من مبدأ المصلحة وحده -وهذا غير واقعي- فإنّ ما رفضت دمشق أن تنخدع به عام 2010 بالرغم من كل الإغراءات والمحفزات هي أبعد من أن تنخدع به الآن وقد ظهر جليّاً حجم الحقد والتآمر والغدر الّذي يعتمل في صدور هؤلاء الحكّام العرب تجاه سوريا وشعبها وحكمها ودورها الإقليمي والدولي.
كانت سوريا دائماً قلب محور المقاومة، كموقع وكدور وكخيار، وستبقى كذلك، سواء حاربها الحكّام العرب أو هادنوها، أمطروها بالصواريخ أو بالوعود المخادعة، دمّروها أو وعدوا بإعادة إعمارها، لأنّ القيادة السوريّة تدرك تماماً أنّ من يحرّك هؤلاء الحكّام هم أعداء سوريا، وهم لا يملكون من قرارهم شيئاً، وتعرف سوريا أنّه لا يمكن أن يأتي من الغرب ما يسرّ القلب.
وللحكّام العرب الذين يتآمرون على سوريا بطرق مختلفة من أجل هدف واحد، هو إسقاطها وإدخالها في بيت الطاعة العربي الصهيوني الأميركي، تقول سوريا بكل وضوح: “خيّطوا بغير هالمسلّة”.