سوريا تدافع عن الشرق
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
الأبعاد و الاهداف الخطيرة وراء العدوان العالمي على سوريا تكشفت للكثير ممن كابروا في إنكار وجود مخطط استعماري أبعد و أخطر من كذبة الديمقراطية التي انتدب الغرب لها مجموعة من الرسل الدجالين كرجب طيب اردوغان و حمد بن جاسم و بندر بن سلطان و قد تاه في تلك الكذبة كتاب و إعلاميون و سياسيون ضلوا الطريق عامين ثم اكتشفوا الحقيقة فأهلا بهم إلى جانب حلف المقاومة و قلعته في دمشق بقيادة الرئيس بشار الأسد و مشروعه التحرري و الديمقراطي الوطني .
أولا في صدر أهداف الحرب على سوريا تمزيق الشرق و تدميره باقتلاع مسيحييه و تهجيرهم و بإشعال مذابح طائفية عبر تجييش الجمهور السني العريض ضد الشيعة و العلويين و الخطة موضوعة لتشمل بالحريق سوريا و العراق و لبنان و الأداة المسنونة للتنفيذ هي عصابات التكفير الإرهابية التي قدم لها الغرب دعما غير محدود ماليا و عسكريا و سياسيا كما تكفلت بحضانتها دول العدوان في المنطقة و خصوصا التحالف الخليجي العثماني و في كل ذلك شيء من شريط أفغانستان الشهير قبل ثلاثين عاما .
و الغريب ألا يكون التآمر هو أداة السياسة الأميركية الغربية في الشرق الذي حكمه المستعمرون و نهبوه منذ مطلع القرن العشرين بمؤامرة سايكس بيكو وبوعد بلفور فهيمنوا على نفطه و أسواقه و اقاموا دولة العدوان إسرائيل التي يطلبون الاعتراف بها اليوم كدولة يهودية بعد تصفية حق العودة و شطب القضية برمتها.
ثانيا الكتلة الشعبية الحاسمة في سوريا تكفلت بوضع سد في طريق المخطط الاستعماري بانحيازها للدولة الوطنية و للجيش العربي السوري و بوقوفها الحازم خلف القائد بشار الأسد الذي بات رمزا للوطنية السورية و للعروبة المقاومة بل و للكفاح العالمي ضد الهيمنة الأميركية و الغربية و هذه الكتلة المتعاظمة وزنا و حجما اظهرت مناعة و صلابة و قوة في وجه المذابح الدموية و محاولات استدراجها للتفكك و الانحلال و قد وهب الشعب السوري بوعيه و برفضه للفتنة قوة التماسك و الصلابة للدولة و الجيش رغم الحرب الكونية التي سخرت لها إمبراطوريات التضليل الإعلامي بإمكانات خرافية و غير مسبوقة .
لقد اندفع قادة المؤسسات الدينية السورية إلى التصدي الحازم للمخطط المعادي الذي يستهدف الدولة العربية الوحيدة التي تحقق حرية الأديان على نطاق واسع و تقيم الحوار و الشراكة كنمط للحياة الوطنية و التي يستدعي مشروع الدولة اليهودية تدميرها و إحراقها حتى تسود العنصرية و التطرف و التكفير حياة الشرق فتسود إسرائيل على أرضه المحروقة بنيران العصبيات .
ثالثا إن حماية وحدة الحياة في الشرق و منع هيمنة إسرائيل عليه مرتبطان بعقد وثيق تحققه منظومة المقاومة الممتدة من إيران إلى سوريا فلبنان و فلسطين و الأردن و العراق و وجه الكفاح لحماية شعوب الشرق هو مطاردة عصابات التكفير و التصدي لها بشتى الوسائل فكريا و ثقافيا و سياسيا و هو ما يعني النضال بكل طاقة ممكنة لتدعيم صمود سوريا و مقاومتها المشرفة ضد العدوان الاستعماري بجميع الأشكال السياسية و الثقافية و الاقتصادية و العسكرية مما يجعل الشراكة المشرقية حقيقة قائمة و متجددة في سياق نهضوي تحرري ضد الحلف الاستعماري الصهيوني و في قلب منظومة المقاومة الإقليمية و تحت رايات الحرية و الاستقلال و في صلب النضال المقاوم ضد الهيمنة الاستعمارية الصهيونية يمكن تحقيق التطور السياسي الذي تتوق إليه الشعوب من خارج الوصفات المسمومة التي تتوخى تجديد الهيمنة و النهب بواسطة العملاء خمس نجوم الذين يحركهم طابور الحكومات التابعة للغرب في السعودية و قطر و الإمارات و تركيا التي تغص بخيبتها و تترنح امام القلعة السورية الحاضنة للتنوع الديني و الاجتماعي تحت لواء المقاومة و الاستقلال .