سنّة ضد السنّة
نبيل صالح:
«السنّية السياسية» مثل «الشيعية السياسية» حيث تحالفتا، ضد بعضهما، مع دول غير إسلامية، ودخلتا في الاستقطاب الدولي الذي يستخدم الإسلام السياسي في منظومة صراعاته القومية، ويجعل من المسلمين الجهلة وقوداً لحروبه التي يتدفأ بنيرانها.. غير أن «الشيعة السياسية» رفعت راية العداء لإسرائيل وأصدقاءها بينما «السنة السياسية» في مصر وقطر وتركيا وتونس ولبنان والسعودية، غدت أكثر قرباً من إسرائيل وأقل عداوة لليهودية السياسية المسماة بالصهيونية، وهذا واقع ظاهر لا حاجة لإثباته.. واقع ينبع من عدم قدرتنا نحن عامة المسلمين العلمانيين من فصل الدين عن الدولة وتفكيك الألغام الطائفية وحماية الإسلام المحمدي من مباذل السياسة القرشية التي تخرجها من دائرة الرحمن إلى حفرة الشيطان الذي باض فيها بالأمس بيضة الخوارج واليوم بيضة الائتلاف المعارض وجيشه الحر الذي تطبب إسرائيل جرحاه وتعيدهم للقتال ضد جيش الجمهورية العربية السورية..
أخيراً نذكر الذين يطبلون للحرب الطائفية بأن التاريخ يؤكد أنه منذ معركة مرج دابق قبل 497 سنة لم تشكل الطوائف الأخرى خطرا على أهل السنة، وأن حروب المنطقة كانت دائما سنية سياسية حيث شن الوهابيون حروبهم ضد عموم سنة الجزيرة العربية طوال قرن ، كما كانت حروب محمد علي باشا ضد آل سعود سنية ـ سنية، وكذلك انتفاضات العرب السنة ضد طغيان العثمانيين السنة، وحرب الشريف حسين ضد العثمانيين، وصراع الهاشميين مع السعوديين، وآخرها احتلال صدام حسين للكويت وحرب العرب ضده كانت حربا سنية ـ سنية ، حيث كانت السنة السياسية سببا دائما لإشعال النيران في حياة السنة الروحية، كما هو حاصل اليوم في مصر وتونس وفلسطين .. فاقصرو صراخكم حول الحرب الطائفية السورية واعلموا أن الإنقاذ سيكون بيد السنة العرب الذين قادوا سائر الطوائف يوما ما في حرب التحرر من العثمانيين السنة.. آمين.