“سنبقى مع فلسطين”
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
في الأسبوع الماضي، وقعت جريمة كبيرة في بلدة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، واستطاع الخفافيش الظلاميون ارتكاب جريمتهم وسط سوق تجاري، يمتد لمسافة كيلو متر في شارع ذي كثافة سكانية من اللبنانيين والفلسطينيين. وتتميز البلدة بعلاقات طيبة بين اللبنانيين أنفسهم من مختلف الطوائف، ومع اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيم برج البراجنة. وهناك العديد من حالات المصاهرة وصلة الرحم منذ العام 1948.
عدد الشهداء وصل إلى أكثر من أربعين شهيداً، من بينهم فلسطينيين وُلدوا وعاشوا واستشهدوا في الشارع ذاته الذي وقع فيه الانفجار. إلا أن الجريمة الأكبر التي سعى إليها من خطط ونفذ من عصابات داعش هي الفتنة بين أهالي بلدة برج البراجنة وسكان المخيم، ولهذا دس السمّ في البيان الأول لتبني العملية الاجرامية، ونشر أسماء المنفذين، وأسرع في الإشارة إلى أنهم فلسطينيون، وهذه تعدّ سابقة في ما يسمى أدبيات هذه العصابات، ليتبين لاحقاً أن الفلسطينيين قتلا في سوريا منذ سنتين، كما تبين أن لا علاقة لأي فلسطيني بهذه العملية الإجرامية.
والهدف الواضح كان إثارة مشاعر الغضب لدى ذوي الضحايا، وجرّهم إلى ردات فعل انتقامية، إلا أن ما حصل هو العكس تماماً، أثبت جمهور المقاومة وأهل الضاحية مجتمعين أنهم يتحلّون بوعي وثقافة إسلامية راقية، وثقة بقيادتهم الحكيمة. ورُفعت بعيد الانفجارين يافطة تحمل قدراً كبيراً من المسؤولية الأخلاقية والوطنية والقومية، قال فيها حزب الله كلمته الفاصلة: “سنبقى مع فلسطين مهما فعلتم”، لتأتي بعد يومين إطلالة سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لتوجه الضربة القاضية إلى الفتنة وأصحابها، التي أرادوا من خلالها واهمين تحقيق هدفين: الأول، قتل أكبر عدد ممكن من المصلّين والمدنيين الأبرياء روّاد السوق، وهذا تحقق جزئياً، والهدف الثاني إيقاع الفتنة بين مخيم برج البراجنة والجوار، وهذا لم يحصل ولن يحصل، وعلى الجميع الوقوف صفاً واحداً ضد هذا الطاعون الأسود الذي لا يفرّق بين سني وشيعي وبين عربي وعربي، هذا ما فهمه الفلسطينيون من كلمة سماحة السيد نصرالله.
* عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين