“سمار جبيل” تحتضن اول بطريرك ماروني لطرد الغزاة.. ونعم “رح نبقى هون”
قناة أو تي في ـ
روزي حاكمة:
وكأن الزمن لم يمرّ على هذه القلعة التي تعانق أحجارها امجاداً عبرت، وبقيت محفورةً في زواياها..
ففي المغيب، كان يشيح بعينيه ويتأمل وتحت زرقة هذه السماء، كان يناجي ربّه، وبين تلك الجدران، كان يلتجئ ويُصلّي.. فقلعة سمار جبيل.. كانت الحصن المنيع الذي حضن مار يوحنا مارون بعد هروبه الى لبنان من محاولة قتله لإنتخابه أوّل بطريرك على الموارنة.
سكن القلعة التي تعاقبت عليها الحضارات الفينيقية والفارسية واليونانية والرومانية والعربية وغيرها، وجعل كرسيه بين صخورها وآبارها التي يقال إنها على عدد ايام السنة، وخنادقها ودهاليزها التي يُروى أنّ احدها الى البحر..
بالقلعة صقل لحجارة عملاقة (بالأطنان) الذي يمتاز بها الشعب الكنعاني/ الفينيقي وفيها نواويس لكهنة سكنوا فيها..
نعم فينيقية
قد يكون اسمها فينيقياً ليقصد به حارس جبيل او قبور ملوك جبيل.. او ربما رأس الجبل.. ما هم؟ فهي تبقى بالفعل الحارس الذي حمى أول بطريرك ماروني..
يقول رئيس مهرجانات “سمار جبيل” السيد عصام الديك: بالقلعة كان قاعد المطران يوحنا مارون قبل ما صار بطريرك، وعندما صار بطرك راح عَ سورية عدير مار مارون.. وصار في مشاكل، رجع إجا عَ لبنان والتجأ عَ اول مركز بجبل لبنان وبالبترون “قلعة سمار جبيل” وعندما جاء سمار جبيل كتب لإبن شقيقته ابراهيم ليرسل له مساعدة، لأنّ الجيش البيزنطي كان يلاحقه، فارسل له بحدود حوالي 12 الف عسكري من المردة، وبامرة الأمير مسعود..
ويضيف السيد ديك: حصلت حروب عديدة مع البيزنطيين، وحصل انقلاب عليهم من قبل الملك لاوون، حصل ارتياح للمسيحيي في هذه المنطقة.. فذهب البطريرك يوحنا مارون الى كفرحي وبنى ديراً هناك.. ولكنه عندما كان في قلعة سمار جبيل، كان ينزل الى وادي “حربا” والمكان اليوم يتوسط قرى غوما وجربتا (حيث دير القديسة رفقا) وصغار، وهناك يوجد محبسة تُسمى لليوم بمحبسة مار يوحنا مارون، لأنه كان ينزل اليها للصلاة والتأمل.. وبقلب المحبسة في جرن ماي بقولولو عين مار يوحنا مارون.. وفي القلعة يوجد بير كبير يُعرف ايضاً ببير مار يوحنا مارون..
حصنُ للمردة
ويشير الديك الى أنّ قلعة سمار جبيل، كانت معقل للمردة بحسب المؤرخ “فيليب حتّي” وهو الذي قال أنّ قلعة سمار جبيل التجأ اليها المردة بوقت الحروب لأنها حصن منيع لهم، وكان يدافعون عن انفسهم منها، لأنها مبنية على الصخر..
خيرالله
ويشير مطران ابرشية البترون للموارنة منير خيرالله انّ هناك علاقة كبيرة وترابط هام بين بلدتي كفرحي وسمار جبيل، “سمار جبيل كانت قلعة مطلة عَ جبيل وعَ البترون كانت منذ ايام الفينيقيين ملجأ ونقطة استراتجية، وعندما قوي الإضطهاد عً يوحنا مارون وشعبو التجأ الى سمار جبيل بحيث من هناك قاد مسألة الدفاع عن النفس وعن شعبو…
عصاة كالعاصي
ولفت المطران خيرالله الى أنّ علاقة شعب مارون ببطريركهم الأول من خلال نهر العاصي هامة، يقول: “نهر العاصي هو النهر الوحيد بالعالم الذي يسير بعكس سير الأنهر.. فبدل ان يروح جنوباً وغرباً الى البحر، ينطلق شمالاً وينزل غرباً الى البحر.. منبعو من الهرمل.. واحد اهم اديار مار مارون، وابناء شعب مارون انطلقوا من دير مار مارون ع العاصي مصبّ العاصي انطلقوا بعكس مجرى النهر ووصلوا الى المنبع، وهناك بنوا ديرهم، وهذه إحدى الدلالت على ان هذا الشعب عَ الدوام عصاة عَ الطبيعة وعَ الظالمين وعَ السلاطين، ونأمل أن يبقوا لليوم كذلك..
وفي تقرير لساندي الشامي، عن هامة مار مارون…
بناء مارون الذين اطلقوا كنيستهم من لبنان.. سعى بطريرك الأول يوحنا مارون مع مجيئه من العاصي جاء “تخيرة” مار مارون التي هي هامة مار مارون (الجمجمة) ليضعها في كفرحي.. ويوحنا مارون اطلق التسمية على الدير بـ “ريش موران / rish moran” رأس سيدنا، وكان سيد الموارنة روحياً هو مار مارون.. لتبقى حافزاً لكل الموارنة وروحانيتهم..
علاقة هامة بين فورينيو وكفرحي
وبقيت هذه الهامة في لبنان الى سنة 1130.. بحسب ارشيف تاريخ ابرشية “فورينيو” في ايطاليا هناك 12 صفحة عن مجيء رئيس دير الصليب من ايطاليا الى الأراضي المقدسة، وفي لبنان اخذ هامة “مار مارون”.. وحتى الآن لا نعرف سبب ذلك؟؟
ويقول المطران بولس اميل سعادة: هناك عناية الهية بانقاذ هامته، لو بقيت بالدي، كانت راحت، ووضعها في قرية “سان سوفيفو” والتي تعني باللاتينية صخرة الحياة، وكفرحي تعني بالسريانية بيت الحياة او مكان الحياة، وهذا التشابه ليس بالصدفة…
الصورة – بئر لمار يوحنا مارون ؛ وبجانب القلعة بئر للقديس نوهرا الذي استشهد في سمار جبيل رافضاً التخلّي عن ايمانه…