سفير داعش في بغداد!!
صحيفة كيهان العربي الإيرانية ـ
مهدي منصوري:
تحرك السفير السعودي في العراق ضابط المخابرات السبهان والذي وصل فيه الى تجاوز حدود عمله الدبلوماسي وكأنه احد السياسيين العراقيين لانها شملت الاحزاب والشخصيات والعشائر بالاضافة الى تصريحاته المسمومة والتي تتدخل في الشأن العراقي وتمس السيادة العراقية اثارت التساؤلات وكذلك الاحتجاجات من قبل الشارع العراقي.
والسؤال المهم هو من الذي اعطى للسفير السعودي الضوء الاخضر لان يتحرك تحركا سياسيا بعيدا عن العرف الدبلوماسي. بحيث يجول ويصول في الوسط السياسي بحرية تامة ، وبنفس الوقت تصدر منه تصريحات تخالف جملة وتفصيلا ما عليه الحكومة العراقية بحيث تمس بعض الاحيان القرار والسيادة العراقية. خاصة في أهم مفصل من مفاصل حياة العراقيين الا وهو محاربة داعش الارهابي وكأنه وكما عبرت اوساط سياسية عراقية بانه لم يكن سفير السعودية بل سفير للارهاب في العراق والذي يمثله داعش.
وقد اثارت تحركات سفير داعش غضب احتجاج العراقيين بحيث اعتبروا ذلك تحديا لارادتهم وسيادتهم مما اخذت تطرح الاسئلة الاستنكارية من ان هل تحرك السفير هذا بعلم الحكومة العراقية وموافقتها أم انه تجاوزها وضرب كل القوانين عرض الحائط؟.
والجواب قد يكون صاعقا للعراقيين فيما اذا كان تحركه بعلم الحكومة العراقية، مما يعكس انها مسلوبة الارادة امام سفير لبلد، اي انها وبعبارة أوضح هي التي فسحت له المجال لان يتطاول ويتهجم على العملية السياسية والحشد الشعبي والقوات العراقية، والانكى من ذلك ما قام به بالامس بالذهاب الى محافظة الناصرية وبصورة مفاجئة لكي يزور السجناء بذريعة ليطلع على احوالهم الصحية في هذا السجن، مع العلم ان المساجين هناك ليسوا سجناء جنايات شخصية بل هم من قادة الارهاب الذين اعتقلوا بالجرم المشهود واغلبهم من السعوديين، ولكن ارادة وصلابة وقوة ادارة السجن الوطنية رفضت ان يقترب من الابواب وطردته شر طرده، رغم انه وكما ذكرت الانباء قد حصل على موافقة الخارجية ووزارة العدل. وفيما اذا صح هذا الامر وكما عبرت الاوساط العراقية الانفة الذكر يعكس ان الدواعش قد تغلغلوا في هذه الوزارة الى حد منحوا السفير ضابط المخابرات لان يلتقي بقادة الارهابيين، وتساؤلت هذه الاوساط هل تسمح حكومة بني سعود للسفير العراقي لزيارة العراقيين الذين تضج بهم السجون السعودية لقضايا جنائية تافهة ليطلع على أحوالهم؟، ام ان السفير السعودي يحق له ما لا يحق لغيره، وطرد السبهان وعدم السماح لدخوله من قبل ادارة السجن عكست صورة حقيقية وواضحة للرفض العراقي من التدخل السعودي السلبي الذي يدعم الارهاب والارهابيين.
وقد عبرت الجماهير العراقية في الناصرية بالامس عن غضبها ورفضها لهذ التصرف اللامسؤول والبعيد عن الاعراف الدبلوماسية واحترام سيادة الدول من خلال تظاهرات غاضبة مطالبة الحكومة العراقية بالحزم واتخاذ موقف صارم تجاه التحرك السعودي في العراق والذي يقوم به سفير داعش السبهان وبصورة تخدش استقلال وسيادة البلد. وطالبت الجماهير العراقية الغاضبة من الحكومة العراقية التي يلفها الصمت القاتل والذي يثير الاستغراب ان تأخذ دورها في الحفاظ على سيادة واستقلال العراق والعراقيين وان تتخذ موقفا حازما وقويا بطرد سفير داعش من البلاد، واغلاق وكر التجسس السعودي، كما يطارد ابطالنا ابناء المرجعية الحشد الشعبي والقوات العراقية اليوم الارهابيين الدواعش المدعومين سعوديا واميركيا على جبهات القتال في الفلوجة وغيرها.