ســاحة «جبــران»: بصمــة لبنانيــة فــي فنزويــلا
السفير اللبنانية:
في العام 1862، وصل أول لبناني إلى الأراضي الفنزويلية. ومنذ ذلك الحين، بدأت نجاحات اللبنانيين في تلك البلاد التي تضم جاليتهم كجزء لا يتجزأ من مكونات المجتمع الفنزويلي.
وبالرغم من أن إجمالي عدد المهاجرين اللبنانيين في فنزويلا لا يتجاوز النصف مليون مهاجر، فإنهم أثبتوا كفاءة وتميزاً مبهراً على باقي الجاليات الأخرى التي هاجرت إلى البلاد في منتصف القرن التاسع عشر.
بعد 150 عاماً، لم ينس اللبنانيون فضل «عرب أميركا اللاتينية»، عندما اضطلع فرع «الجامعة اللبنانية الثقافية» في مسؤولية تخليد هذه الذكرى، بمبادرة أرادها عربون وفاء من الجالية اللبنانية إلى الشعب الفنزويلي لاحتضانه لهم خلال هذه السنين الطويلة.
وبعد دراسة معمقة للموضوع، قامت «الجامعة الثقافية» بإبرام اتفاقية تعاون مشترك مع بلدية كراكاس، تقدم على أساسها البلدية قطعة أرض بمساحة 1300 متر مربع، في إحدى أجمل ضواحي العاصمة، مقابل قيام الجامعة بجمع التبرعات لإنشاء ساحة ومكتبة عامة تحملان اسم سفير لبنان الثقافي عبر الأمم جبران خليل جبران، يرفع فيهما العلم اللبناني ليظلّل تمثال الفيلسوف وأقواله المنحوتة على جدران الساحة.
وهكذا انطلق المشروع في نيسان من العام 2008، ثم بدأ البناء في العام 2010. وها هي الجالية اليوم بصدد افتتاح أكبر ساحة باسم جبران في بلاد الاغتراب، حيث تم تحديد يوم الثاني من شباط المقبل موعداً للافتتاح، برعاية وزير الثقافة اللبناني غابي ليّون.
وفي هذا الصدد، قال رئيس المجلس الوطني للجامعة الثقافية في فنزويلا ميشال عسّاف، في حديث إلى «السفير»، إن «تكلفة المشروع حتى الساعة وصلت إلى أكثر من نصف مليون دولار وهي نتيجة حملة تبرّعات لبنانية محض».
ويشرح قائلاً «تمّ عرض المشروع على عدة بلديات فوافقت بلدية كراكاس، لأن رئيسها من محبّي جبران خصوصاً واللبنانيين عموماً، فتم توقيع البروتوكول»، لافتاً إلى أنه توجه إلى بيروت منذ شهرين واجتمع بليّون الذي أكد رعاية الوزارة للمشروع.
ولفت عسّاف إلى أن «المشروع واجه صعوبات وعوائق كبيرة، إلا أننا قررنا عدم الرجوع والمباشرة في التنفيذ وها نحن اليوم وصلنا إلى الهدف»، مؤكداً أن «الجامعة اللبنانية الثقافية في فنزويلا حرصت على توسيع دائرة المتبرعين لتصل إلى أكبر عدد ممكن من اللبنانيين، وبالتالي مشاركة كل أطياف المجتمع اللبناني في هذا المشروع».
وستحتوي المكتبة الجديدة على كل أعمال جبران، بالإضافة إلى أعمال كتّاب ومؤرخين لبنانيين وفنزويليين فقط، لإظهار الوجه الثقافي للبنان وإرساء سبل التفاعل الثقافي مع الشعب الفنزويلي.
وفي النهاية، وجّه عسّاف رسالة عتب إلى الصحافة اللبنانية عموماً «التي قصّرت بحق الجالية اللبنانية في فنزويلا»، وقال «فليأتوا الآن ويروا أننا نعمل لأجل لبنان أكثر من الوزارات اللبنانية».