سعد الحريري يخلع سترته من جديد ليرقص على الدماء… قالها الحريري بالأمس: ’إسرائيل’ لا شأن لها بنا
موقع العهد الإخباري –
جاد عيسى :
ها هو سعد الحريري يخلع سترته من جديد، هذه السترة التي أظهرت الشيخ سعد بمظهر الحريص على الوحدة الوطنية الداخلية في مواجهة المخاطر التي تهدد الاستقرار الداخلي والتي تعرض لبنان لمؤامرات العدو الصهيوني. انتهت الحفلة التنكرية التي بدأها الشيخ سعد ذات صباحٍ رمضانيٍ عندما دوى انفجار سيارة مفخخة في مرآب للسيارات في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت.
“أدعو إلى أعلى درجات الوعي واليقظة في مواجهة المخاطر التي تحيط بنا وبكل المنطقة، وخصوصاً في مواجهة محاولات العدو الإسرائيلي للدفع نحو الفتنة عبر تنظيم العمليات الإرهابية كما حصل اليوم”. هذا ما جاء في البيان الذي كُتب في 9 تموز 2013 بعد انفجار بئر العبد، هذا البيان الذي ذيل بتوقيع رئيس تيار المستقبل حمل أشد عبارات الإدانة والاستنكار ونبه إلى “وجوب العودة إلى التوافق الوطني…وتفادي الانزلاق في حروب لن يكون مردودها على لبنان سوى المزيد من الانقسام، ووضع الاستقرار الوطني في دائرة الخطر الدائم، وتعريضه لمؤامرات العدو الصهيوني”. سوء الحظ هذا استمر يرافق الشيخ سعد، فسلسلة من الاعتداءات التي تعرضت لها بيئة المقاومة من حلفائه في سوريا من النصرة وأخواتها استمرت لتستمر معها الحفلة التنكرية تلك في البيان الذي تلا تفجير الرويس في 15 آب 2013، حيث دعا الحريري إلى “مواجهة المخططات التي تستهدف أمن اللبنانيين وكرامتهم وتعمل على استدراج لبنان إلى هاوية الفتنة والاقتتال الأهلي من جديد، مشدداً على أن “هذه الجريمة المروعة هي حلقة في مسلسل إرهابي خبيث يرمي إلى إضرام نار الفتنة والشر في كل أرجاء لبنان وضرب مقومات هذا البلد…”.
انتهى المسلسل الإرهابي إذاً، فالعملية الجبانة التي أدت إلى اغتيال الوزير السابق محمد شطح و7 آخرين، هي برأي الحريري عمل من خارج السياق!! فهذا العمل هو “استهداف لتيار المستقبل و14 آذار”، و”المتهمون هم أنفسهم الذي يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول أمام المحكمة الدولية…”. بهذه الكلمات خرج سعد الحريري في الأمس على اللبنانيين من عالمه الافتراضي الذي يغرد فيه، ينتظر خبراً كخبر اغتيال محمد شطح ليعود للممارسة السياسية كما تعلمها في بلده الأم في مملكة الرمال. عاد سعد الحريري ليرقص على الدماء مجدداً، فدماء مستشاره محمد شطح أغلى من دماء كل اللبنانيين الذين استشهدوا في التفجيرات الأخيرة التي أصابت لبنان. ربما نسي الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يستثني محمد شطح ومن استشهد قبله من قيادات الرابع عشر من مقولته الشهيرة “ما حدا أكبر من لبنان”. شطب سعد الحريري في بيان الأمس كل البيانات السابقة عله يعوض بدماء محمد شطح ما خسره من شعبية، محاولاً ملء الفراغ السياسي الذي يعيشه تياره وفريقه السياسي بعد سقوط كل مشاريعهم وطروحاتهم السياسية الداخلية، وتبدد أوهامهم ورعاتهم الخارجيين في إسقاط سوريا المقاومة.
سعد الحريري كان أول من أدخل ثقافة خلع السترة على الحياة السياسية اللبنانية، قالها بالأمس وبالفم الملآن، عندما تقتلون عليكم انتظار التحقيق أما نحن فنستطيع أن نتهم من نريد حتى شركاءنا في الوطن ومن اللحظة الأولى، عندما تُقتلون عليكم التحلي بالوعي واليقظة في مواجهة المخاطر، للابتعاد عن الفتنة التي أرادها القاتل أما نحن فمن حقنا أن نمارس الجنون والهذيان والتحريض على شاشات التلفزة وليحترق لبنان ولتقع الفتنة، عندما تُقتلون فهذا في سياق المسلسل الإسرائيلي لتخريب لبنان أما نحن فقاتلنا أنتم وحلفاؤكم، فإسرائيل لا شأن لها بنا ونحن لسنا أعداءها.